باتت دعوة الامم المتحدة الى اجراء انتخابات شاملة في ليبيا عام 2018 ،أمر يشغل الشارع المحلي الليبي،لاسيما بعد تأكيد المجتمع الدولي على أن الانتخابات المزمع اجراؤها ستكون الفرصة الاخيرة لليبيين للخروج من الازمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ الاطاحة بنظام العقيد معمر القذافي عام 2011.
وفي اطار رصد "بوابة افريقيا الاخبارية لآراء السياسيين لمعرفة موقفهم من هذه الانتخابات ،التقينا محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء وكان لنا معه هذا الحوار:
ماهو موقف الحزب من دعوة الامم المتحدة الى اجراء انتخابات في ليبيا ؟
حزب العدالة والبناء يرحب بدعوة المبعوث الاممي الى ليبيا غسان سلامة لاجراء انتخابات عامة في ليبيا 2018،لانه وفق تقديرنا لا حل ولاخروج من الازمة الليبية ،الا باجراء انتخابات شفافية تضع حدا لعمل الاجسام المنتهية الصلاحية سواء في المجلس الاعلى للدولة أو في مجلس النواب ، ونأمل من هذه الانتخابات أن تخرج ليبيا من الوضعية الحالية وتعيد اليها تماسكها واستقرارها بعد انتخاب سلطة شرعية.
لكن بالمقابل نطالب من المبعوث الاممي الى ليبيا غسان سلامة قبل اجراء هذه الانتخابات أن يعلن استفتاء عام على مشروع الدستور المنجز من طرف هيئة منتخبة، وتم التصويت عليه بأكثر من ثلثي الاعضاء ،وبالتالي فالمقدمة الصحيحة قبل الانتخابات هي اجراء استفتاء على الدستور وهو ما نتمنى من المبعوث الاممي الى ليبيا أن يصغي اليه ولا يستمع للاصوات التي تتحدث بالنيابة عن الشعب الليبي ،والتي تقول ان الشعب الليبي لايريد الدستور وبالتالي على الامم المتحدة ان تعرض هذا الدستور على الشعب ،وهو من سيكون الحكم عبر صناديق الاقتراع.
هل انتم مع مصالحة شاملة في ليبيا ، لا تستثنى أعون النظام السابق ؟
نحن كنا ولازلنا طيلة كل الفترة الماضية مع مصالحة شاملة في ليبيا لا تستثني أحدا ،حيث دعونا مرارا الى وقف الاقتتال بين الليبيين ،ونزعم أننا نجحنا نسبيا في المنطقة الغربية والجنوبية مع قوى سياسية اخرى في اقناع كل الاطراف بعدم جدوى استعمال السلاح ،واستطعنا كحزب في توقيع اتفاق الصخيرات ،وأسهمنا في تحويل المعركة في ليبيا من معركة على الارض بالسلاح الى حوار على الطاولة ،ورغم الكثير من العقبات التي واجهت الاتفاق ،الا اننا نأمل ينتهي الصراع قريبا.
بخصوص المصالحة مع انصار القذافي ،كان صوتنا واضح من البداية ، وهو أن كل ليبي سواء كان في الداخل او في الخارج ،مهما كان انتمائه الفكري للنظام السابق او لغيره فانه مرحب به في ليبيا ، ما لم يكن مطلوبا للقضاء الليبي لارتكابه جريمة واضحة ،اما محاكمة الناس على افكارها او معاقبة الناس على توجهاتها فهذا امر مرفوض بالبتة ،وبالتالي نحن داعمون لعودة كل الليبيين وندعوهم للمشاركة في الانتخابات وفي الاستفتاء وفي كل جوانب الحياة السياسية .
ما هو تقييمكم لعملية انتخاب مجلس النواب لمحافظ جديد لمصرف ليبيا ؟
انا أعتبر أن انتخاب محمد الشكري محافظا لمصرف ليبيا يدخل في اطار الاتفاق السياسي الموقع برعاية أممية والذي يستدعي مشاورة كل الاطراف وهو مالم يحدث،وبالتالي أرى أن انتخاب الشكري مخالف للاتفاق السياسي الذي يقضي بأن على البرلمان التشاور مع المجلس الاعلى للدولة في اختيار المناصب السيادية والتي منها المصرف المركزي ،وهذا لم يحدث ومع تقديرنا بأن هناك ازمة اقتصادية خانقة يجب رفعها ،الا أن تلك الجهود يجب ان تكون مشتركة بين مجلس النواب ومجلس الدولة ،وعليهما التقارب والعمل سويا على كل الاجراءات التي من شانها انهاء الازمة الاقتصادية ،وهذا لن يحدث طبعا من خلال تجاوز الاتفاق السياسي، فنحن في حزب العدالة والبناء مع حل الازمة الاقتصادية ومع توحيد جهود المجلس الاعلى ومجلس النواب ، لكن لابد من الالتزام بالمقابل بالاتفاق السياسي .
في الختام ماهي رسالتكم لليبيين ؟
رسالتي هي أن بعد كل هذه السنوات العجاف ،اصبحت امامنا بارقة أمل من خلال اجراء انتخابات في 2018، ونتمنى أن تكون مقدمة بحول الله لإعادة الحياة السياسية الى ليبيا .
ومن خلال منبركم أدعو كل الاطراف الليبية الى السعي وراء اعلان استفتاء شعبي على الدستور الذي صوتت عليه الهيئة التأسيسية حتى وان كانت بعض المآخذ عليه من بعض الاطراف ، فلا يخلو العمل البشري من اخطاء ،وعليه يجب على الشعب الليبي أن ينظر الى هذا الدستور خاصة أننا بحاجة الى وثيقة او اطار نجتمع عليه قبل اجراء انتخابات عامة وهو ما نجده في الدستور الليبي الجديد.