نشرت إذاعة صوت أمريكا –الإذاعة الرسمية لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية- تقريرا مقتضبا حول الدور الهدام الذي تلعبه تركيا في الصراع في ليبيا، مشيرة إلى أن أنقرة تتعرض لضغوط بسبب وجودها العسكري في ليبيا.

وونقلت الإذاعة الأمريكية عن محللين قولهم  إنه من المتوقع أن تتعرض تركيا لضغوط لسحب جيشها من ليبيا عندما يجتمع زعماء العالم يوم الأربعاء في مؤتمر في برلين. وسيشمل الاجتماع مناقشات بشأن الانتخابات وانسحاب القوات الأجنبية من الدولة الواقعة في شمال إفريقيا التي مزقتها الحرب.

ومؤتمر برلين 2 هو ثاني لقاء دولي تنظمه ألمانيا والأمم المتحدة. ستركز المناقشات على إنهاء الحرب الأهلية الليبية بشكل دائم وتمهيد الطريق لانتخابات ديسمبر.

والهدف الرئيسي للتجمع هو إنشاء إطار عمل لانسحاب جميع المقاتلين الأجانب وهو أمر تقول آية بورويلا المحاضرة الزائرة في كلية الدفاع الوطني اليونانية إنه مفتاح لاستعادة الاستقرار في البلاد.

وأضافت بورويلا "من الصعب جدًا إقامة حكم جيد في ليبيا. هناك أسلحة في كل مكان، ومليشيات في كل مكان. لذا فإن وجود قوى أجنبية يقوض ذلك حقًا. الليبيون يريدون خروجهم جميعًا. يريدون دولة طبيعية. والأهم من ذلك كله يريدون الانتخابات في نهاية العام".

ونشرت تركيا مئات الجنود وآلاف المقاتلين السوريين دعما لحكومة الوفاق الليبية في معركتها ضد قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وهناك وقف لإطلاق النار ساري المفعول الآن.

وبينما أيدت أنقرة الدعوات لسحب القوات الأجنبية، تقول أنقرة إن وجودها مشروع لأنه تمت دعوته من قبل الحكومة المعترف بها دوليا.

لكن مع دعوة الحاضرين في المؤتمر بما في ذلك أعضاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى سحب جميع القوات الأجنبية، وسعي تركيا إلى تحسين العلاقات مع حلفائها الغربيين ، يقول أستاذ العلاقات الدولية سرهات جوفينش من جامعة قادر هاس في إسطنبول إن أنقرة ستذعن على الأرجح  على الأقل بشكل جزئي.

وأضاف جوفينك "من المحتمل أن تتوصل تركيا في النهاية إلى الشروط. ستخرج هؤلاء المقاتلين الأجانب من ليبيا..."

وذكر تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية العام الماضي أن تركيا أرسلت آلاف المقاتلين السوريين مدفوعي الأجر إلى ليبيا. وقالت بورويلا إن المرتزقة من أكثر القوى زعزعة الاستقرار في ليبيا.

وأكدت "هؤلاء المرتزقة السوريين، سلوكهم في ليبيا يشبه إلى حد كبير أفعالهم في شمال شرقي سوريا من نهب واعتداءات الجنسية وعنف".

وتنفي أنقرة مزاعم سوء السلوك.

ومن المتوقع أيضًا أن يتعرض الوجود العسكري التركي الأوسع نطاقاً لضغوط. وشيد الجيش التركي قاعدة جوية ويريد إقامة قاعدة بحرية في ليبيا، وهي خطة عارضتها مصر وفرنسا اللتان تمثلان أيضًا في مؤتمر برلين.

لكن جوفينك قال إن أنقرة ترى أن وجودها العسكري الليبي له أهمية استراتيجية، موضحا "على تركيا أن تحافظ على قدميها في إفريقيا. توفر قاعدة القوة الجوية في الواطية في ليبيا فرصًا هائلة في هذا الصدد. لذا على الأرجح ستساوم تركيا بشدة للحفاظ على تلك القاعدة".

ويقول محللون إن مؤتمر برلين يرى أن أنقرة تعمل على تحقيق التوازن بين أهدافها الاستراتيجية لتحسين العلاقات مع حلفائها الغربيين مع توسيع نفوذها في إفريقيا