تعد صومعة حسان، الملحقة بجامع حسان، أحد أشهر معالم العاصمة المغربية الرباط، و من أهم المعالم التاريخية للمملكة المغربية ، والمزار الأول لقاصدي المدينة من السياح والديبلوماسيين ورؤساء الدول.
يعود تأسيس الصومعة إلى العهد الموحدي، حيث امر ببناءها السلطان يعقوب المنصور تم البدء في بناء الصومعة منذ عام 594 ه،ـ وهو الموافق لعام 1198م، لتكون الشقيقة الثالثة لصومعة الخيرالدا بأسبانيا وصومعة الكتيبة بمراكش.
تقع الصومعة التي تعتبر اعلى مبانى العاصمة المغربية ، الرباط ، الجهة الشمالية الشرقية العاصمة يعقوب المنصور الذهبي ( اول من اتخذ الرباط عاصمة للمغرب ) مرتفعة عن سطح البحر بمقدار 30 متر تقريبًا ومطلة على نهر بوقراق ، والذي يفصل الرباط عن حاضرة سلا، ويصب غير بعيد في المحيط الاطلسي.
مصدر الاسم : حسان
تعود تسمية الصومعة بحسان وهو اسم المسجد الذي يجاورها والذي كانت جزء منه ، نسبة إلى القبيلة التي كانت تُقيم في المنطقة في ذلك الوقت ،والتي كانت تحمل اسم (قبيلة بني حسان) .
معمار الصومعة
تتميز صومعة حسان بمعمارها والذي يجمع بين ماهو مغربي وأندلسي ، مرتفعة الشكل الهندسي ،يبلغ ارتفاعها حوالي 44 متر ، وعرضها يبلغ ما يقرب من 2.5 متر ، مُحاطة بسور ذات ارتفاع يصل إلى 9 متر وعرض 1.5 متر ، وقد تم الاعتماد على بعض مواد البناء في تشييد تلك الصومعة مثل مادة الآجار ، والحجر المنحوت ، والحجر الرملي ، والجص ، وهي من المواد ذو درجة المتانة الفائقة كي تكون قادرة على تحمل جميع عوامل البيئة المتغيرة ومياه البحر أيضًا دون أن يطرأ عليها أي تلف أو ضرر .
نصفها ذهب
من الألغاز التي عادت ما يتحدى بها المغاربة بعضهم البعض لمعرفة مدى اطلاعه على تاريخ المغرب، ماهي الصومعة التي نصفها ذهب، اذ قد يظن البعض أن الصومعة بنيت من ذهب أو بها كنز من الذهب ، ، لكن المعنى الحقيقي للجملة التي طالما رددها المغاربة وتحدوا بها بعضهم البعض ، أن نصف الصومعة سقط " ذهب " على اثر تعرض الرباط لزلزال عام 1755م .
كما أدى ذلك إلى تأثر أعمدة الصومعة بشكل كبير جدًا وأدى ذلك أيضًا إلى فقدان جزء كبير من الصومعة ،والمقصود بكلمة ذهب في هذه العبارة هي سقط وليس المعدن الذهبي .
صومعة حسان اليوم
بدأ الاهتمام بتحديد الصومعة وترميمها، وإعادة بناء مسجد حسان، لكن بشكل منفصل عن الصومعة التاريخية، والتي بقيت بشموخها ، منذ عهد الملك الراحل الحسن الثاني، وهي الأن تضم إضافة الى المسجد والصومعة ،ساحة كبيرة، والمكتبة العلوية وضريحي الملكين محمد الخامس والحسن الثاني رحمهما الله، ويعدان تحفة معمارية، فهو يتميّز بجدرانه البيضاء، وسقفه المزين بالبلاط الأخضر، مع التصاميم المغربية الزخرفية التقليدية، إضافةً إلى فسيفساء الزليج التي ترتفع من أرضيات رخامية إلى السقف المصنوع من خشب الأرز والذي نُحت يدويًا وزُيّن بأوراق الذهب.
المسجد حسان بصومعته الشامخة ، إدارة خاصة، ويحرسها أفراد من الحرس الملكي الذين يرتدون ملابس رسمية ويمتطون الخيل.
وكانت منظمة اليونسكو قد أدرجت الصومعة وبقايا مسجد حسان التاريخي ضمن التراث العالمي في فئة ثقافة.