أعلنت السعودية السبت أنها ستسمح لمليون مسلم بأداء فريضة الحج هذا العام من داخل المملكة وخارجها، في زيادة ملحوظة بعدما أجبر انتشار وباء كوفيد-19 قبل عامين السلطات على تقليص عدد الحجاج بشكل كبير.
وقالت وزارة الحج والعمرة السعودية في بيان "تقرر رفع عدد حجاج موسم حج هذا العام إلى مليون حاج من داخل المملكة وخارجها، وذلك وفقا للحصص المخصصة للدول، مع الأخذ بالتوصيات الصحية".
وبلغ عدد الحجاج العام 2019 نحو 2.5 مليون حاج.
لكن بعد تفشي فيروس كورونا العام 2020 سمحت السعودية لألف شخص فقط من داخل المملكة بأداء الفريضة، قبل أن يتم رفع العدد في العام التالي الى ستين ألفا ملقحين بالكامل جرى اختيارهم بواسطة القرعة.
وحددت وزارة الحج ضوابط تنص على أن يكون "حج هذا العام للفئة العمرية أقل من 65 عاما، مع اشتراط استكمال التحصين بالجرعات الأساسية بلقاحات كوفيد-19 المعتمدة في وزارة الصحة السعودية".
واشترطت السلطات على الحجاج من خارج المملكة تقديم نتيجة فحص فيروس كورونا سلبية لعينة أخذت خلال 72 ساعة قبل موعد المغادرة. وشددت على ضرورة التزام الحجاج الإجراءات الاحترازية واتباع التعليمات الوقائية خلال أداء مناسكهم "حفاظا على صحتهم وسلامتهم".
وقال الموظف المصري محمد تامر 36 عاما "نعيش منذ سنتين في حزن وألم شديد بسبب قلة عدد الحجاج. المشهد كان صعبا"ز
وتابع "أشعر بسعادة غامرة أنّ الحج سيعود إلى حد ما طبيعيا" لكنه أعرب عن تخوفه من "ارتفاع اسعار الحج هذا العام بشكل مبالغ فيه" بسبب أسعار بطاقات السفر والإقامة في الفنادق ما قد يحول دون قدرته على أداء الفريضة.
وكتب الهندي ابوخير علي على تويتر "هذه أخبار رائعة، لكن فرض قيود على السن بمثابة أمر مفجع لكثير من من كبار السن الطامحين في الحج".
وشكا عدد من المسلمين من فرض فحص فيروس كورونا "بي سي آر" قبيل السفر وهو ما قال أحدهم إنه قد يتسبب في إلغاء السفر إذا أتت نتيجته إيجابية بعد دفعهم مصاريف الحج الباهظة.
تخفيف الإجراءات
تسبّب الوباء في خسارة المملكة لمصدر إيرادات رئيسي إذ إن السعودية تجني نحو 12 مليار دولار سنويا من العمرة والحج. كذلك، عرقل خطط المملكة للتحول إلى دولة سياحية ضمن استراتيجية تنويع الاقتصاد لوقف الارتهان للنفط.
وبدأت المملكة إصدار التأشيرات السياحية للمرة الأولى في 2019 كجزء من حملة طموحة لتغيير صورتها المتشدّدة وجذب الزوار. وبين أيلول/سبتمبر 2019 وآذار/مارس 2020، أصدرت 400 ألف تأشيرة سياحية.
وعادت المملكة لتفتح أبوابها ببطء في بداية 2021، وبدأت ترحب بالسياح الأجانب الملقحين في آب/أغسطس.
وكانت السعودية أغلقت المسجد الحرام في آذار/مارس 2020، ثم أعادت فتحه أمام الحجاج في ظل إجراءات صارمة في تموز/يوليو، قبل أن تسمح بعد ثلاثة أشهر لعموم المسلمين بالصلاة فيه إنما بطاقة استيعابية محدودة وبتباعد أثناء الصلوات.
وفي تشرين الأول/اكتوبر الماضي، عاد المسجد الذي يضم الكعبة، قبلة المسلمين، ليستقبل المصلين بكامل طاقته الاستيعابية ومن دون أي تباعد، رغم أن وضع الكمامة لا يزال الزاميا.
ويتوافد ملايين المسلمين على المسجد على مدار العام للصلاة فيه وأداء العمرة التي علُقت لأشهر في بداية الجائحة. وأثارت القيود في العامين 2020 و2021 استياء المسلمين في الخارج الذين لم يتم شملهم بقرار السماح لبضعة آلاف أداء الحج.
وسجّلت المملكة التي يبلغ عدد سكانها نحو 34 مليون نسمة أكثر من 751 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا بينها 9055 حالة وفاة وفقا لبيانات وزارة الصحة.
وفي أوائل آذار/مارس الماضي، أعلنت عن رفع معظم القيود بما في ذلك التباعد الاجتماعي في الأماكن العامة والحجر الصحي للوافدين الذين تم تطعيمهم، وهي خطوات كان من المتوقع أن تكون مقدمة للسماح بوصول الحجاج المسلمين من الخارج هذا العام.
وشمل القرار تعليق "إجراءات التباعد الاجتماعي في جميع الأماكن المفتوحة والمغلقة" بما في ذلك المساجد، فيما أصبحت الأقنعة الآن مطلوبة فقط في الأماكن المغلقة.