قال شهود ومصادر من المعارضة السورية إن طائرات روسية قصفت عدة بلدات يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في إدلب بشمال غرب سوريا للمرة الأولى منذ بدء سريان وقف لإطلاق النار مع تركيا قبل يومين.
وقالوا إن مدينتي خان السبل ومعصران وعدة مدن أخرى في محافظة إدلب استُهدفت بعد توقف دام يومين للضربات الجوية على آخر معقل لمقاتلي المعارضة، والذي تعرض للقصف لأكثر من شهر في هجوم جديد.
وقال الناشط محمد رشيد "الضربات الجوية الروسية دمرت يومين من الهدوء النسبي الذي أعطى الناس متنفساً بسيطاً من الغارات اليومية".
وفر مئات الآلاف من الأشخاص من محافظة إدلب في الأسابيع الأخيرة حيث قصفت الطائرات الروسية والمدفعية السورية البلدات والقرى في هجوم حكومي متجدد يهدف إلى طرد المعارضة.
وقال مسؤولون كبار في الأمم المتحدة هذا الشهر إن الوضع الإنساني تأزم مع هروب ما لا يقل عن 300 ألف مدني في محافظة إدلب، لينضموا إلى أكثر من نصف مليون شخص فروا من معارك سابقة إلى المخيمات القريبة من الحدود مع تركيا.
وكان الهجوم الأخير قد جعل الحملة العسكرية التي تقودها روسيا أقرب إلى المناطق المكتظة بالسكان في محافظة إدلب، حيث يعيش قرابة ثلاثة ملايين شخص تحت الحصار، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، وفقاً للأمم المتحدة.
وتقول موسكو إن قواتها، إلى جانب الجيش السوري والفصائل المدعومة من إيران التي تقاتل إلى جانبها، تتصدى للهجمات "الإرهابية" التي يشنها متشددو القاعدة الذين تقول إنهم ضربوا المناطق المأهولة التي تسيطر عليها الحكومة.
لكنها تتهم مقاتلي المعارضة بتدمير "منطقة خفض التصعيد" التي أقيمت ضمن اتفاق بين روسيا وتركيا.
وأعلنت موسكو هذا الأسبوع أنها فتحت ممرات آمنة للسماح للأشخاص الخاضعين لحكم المعارضة في محافظة إدلب بالفرار إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
ويقول السكان إن عدداً قليلاً من الناس عبروا إلى المناطق التي تسيطر عليها الدولة، بسبب الخوف من الانتقام، بينما توجه معظمهم للمناطق القريبة من الحدود التركية الآمنة نسبيا.
ويخشى العديد من سكان جيب المعارضة من عودة حكم الرئيس بشار الأسد ويتطلعون إلى تركيا لوقف الحملة التي تقودها روسيا والتي أسفرت عن مقتل المئات وترك العشرات من البلدات والقرى في حالة خراب.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده عازمة على وقف انتهاكات الحكومة السورية لوقف إطلاق النار في شمال غرب البلاد.