قال طبيب الشغل التونسي والأستاذ الجامعي توفيق خلف الله ان المؤسسات الاقتصادية ساهمت في تعكّير الحالات الصحية والنفسية للمواطن التونسي، مؤكّدا أنّ نصف التونسيين يلزمهم طبيب نفسي. 

وأضاف الطبيب ورئيس الجمعية التونسية للأرغومينيا أن طريقة التخاطب بين الأشخاص وتصرّفاتهم تكشف أنهم يحتاجون الى العلاج، موضّحا أن طبيعة بعض المؤسسات جعلت من المواطنين مجرّد "آلات" حسب ما أوردته صحيفة التونسية الصادرة اليوم الاثنين 28 أفريل 2014. 

وأكّد توفيق خلف الله أن بعض المؤسسات التي تتطلّب يدا عاملة كثيرة مثل مراكز النداء ومصانع الخياطة والتركيب الالكتروني والمستشفيات والبنوك لها تأثيرات مباشرة وخطيرة على الصحة. 

كما كشف الطبيب الجامعي أن الاحصائيات تبيّن أن الفتاة العاملة في مصنع خياطة يفوق سنّها الفيزيولوجي سنّها الحقيقي بـ 10 سنوات، ممّا يعني أن الفتاة ذات الـ 30 عاما تبلغ جسديا 40 عاما! 

وبالنسبة للعاملين في المستشفيات والقطاعات البنكية والخدماتية، وصفهم الطبيب خلف الله بضحايا الضغط النفسي مبيّنا أنهم مهدّدون بالانهيار العصبي . أما بالنسبة للعاملين في مراكز النداء، فقد أكّد الطبيب على حجم المخاطر الصحية التي تتهدّدهم باعتبار وضعهم السماعات طيلة 8 ساعات يوميا وعملهم على الحاسوب اضافة الى الجلوس على كرسي لساعات طويلة دون تحرّك، الأمر الذي يتسبّب في اعتلالات بالكتف والظهر وانتشار مرض الدوالي عدا عن الشعور الدائم بعدم الرضا عن الأجر الذي لا يوازي الجهد المبذول ممّا يزيد من احساس العاملين بالضغط النفسي. 

وأكّد توفيق خلف الله ، في اطار الحلول الممكنة بالخصوص ، على ضرورة "أنسنة" الشغل والتعامل مع العامل على أنه انسان لا آلة، مطالبا بضرورة وقف انهاك الزاد البشري.