أكد الدكتور المختص في الأشعة رضا فريعة, اليوم الثلاثاء 21 أفريل 2020, أنه رصد بالرجوع إلى صور الأشعة المقطعية لبعض المرضى خلال شهري ديسمبر وجانفي الماضيين تشابها كبيرا بين الأعراض التي يحملها هؤلاء المرضى مع أعراض فيروس كورونا المستجد.
وأوضح فريعة, في تصريحات إعلامية, أنه يعمل حاليا صحبة عدد آخر من الأطباء على تأكيد هذه الفرضية, موضحا أنه بإنتظار قدوم التحاليل السريعة من أجل معرفة مدى مناعة التونسيين ضد فيروس كورونا المستجد.
في الأثناء, قالت عضو اللجنة القارة لمتابعة انتشار فيروس كورونا المستجد بوزارة الصحة جليلة بن خليل, الثلاثاء, إن تونس قد بدأت تتحكم في الوضع الوبائي.
وأكدت أن بلوغ هذا التحكم في وباء كورونا يرجع إلى انخفاض عدد الإصابات المسجلة يوميا ونقص عوامل الأخطار المرتبطة بالعدوى, معبرة عن أملها في أن تتمكن الجهود من تطويق المرض بحلول عيد الفطر.
واعتبرت عضو اللجنة القارة لمتابعة إنتشار فيروس كورونا أن تراجع عدد الإصابات المسجلة يوميا خلال هذه الفترة يعكس تسجيل مؤشرات إيجابية.
في المقابل, أكدت بن خليل أنه لا يمكن تحديد سقف زمني للقضاء على كورونا في تونس.
وبينت أن الفرق الطبية أجرت منذ يوم أمس عددا كبيرا من التحاليل السريعة المكثفة للعينات المشتبه بإصابتها في إطار جهود تقصي الفيروس التاجي، لافتة إلى أن هذه التحاليل شملت اقليم تونس الكبرى (محافظات وهي بن عروس ومنوبة وأريانة).
وانطلق، اليوم الثلاثاء, العمل بالتحاليل السريعة بإقليم تونس الكبرى وإحدى محافظات الجنوب, وفق ما أعلنه وزير الصحة عبد اللطيف المكي.
وقال المكي إن للوزارة دفعة صغيرة من التحاليل السريعة سينطلق العمل بها وتجربتها اليوم في اقليم تونس الكبرى وإحدى محافظات الجنوب ثم في بعض المدن الأخرى, مشيرا إلى أن التحاليل السريعة ستكون موجهة للمناطق الأكثر انتشارا  للعدوى.
وأوضح المكي أن هناك تأخير على مستوى الدفعة الأولى للتحاليل السريعة بسبب المزود لكنها ستصل خلال نهاية الأسبوع الجاري, مشددا على أن استعمال التحاليل السريعة سيكون في الأيام القادمة بطريقة أوسع وأشمل تكون غير اعتباطية وموجهة بالأساس للمخالطين للمصابين والإطار الطبي والمناطق التي تشهد أكبر نسبة من الإصابات.
وسجلت تونس مؤخرا انخفاضا لافتا في عدد الإصابات الجديدة المسجلة بفيروس كورونا المستجد, حيث وصلت إلى مستواها الأدنى, 2 إصابة منذ يومين, لتبلغ 5 إصابات وفق اخر بيان لوزارة الصحة أمس الإثنين, ليصبح العدد الجملي للمصابين 884 حالة مؤكدة من بين 17287 تحليل جملي تتوزع على المحافظات ال 24, فيما تعافى 148 شخصا من الفيروس, وبلغ عدد الوفيات 38 حالة.
 وأرجعت المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية انخفاض عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد المسجل خلال الأيام الأخيرة إلى تركيز عملية التقصي وإجراء التحاليل لأعوان الصحة العمومية العاملين بالمستشفيات التي تستقبل الحالات المصابة بالمرض.
وأوضحت بن علية أنه تم مؤخرا تكثيف عمليات التحاليل على أعوان الصحة العاملين بمسلك مرضى ''كوفيد 19'' بالمستشفيات العمومية, مؤكدة أن نتائج هذه التحاليل أثبتت محدودية عدد الإصابات بينهم.
وبينت أن الفرق الطبية تقوم حاليا بعملية إجراء تحاليل مكثفة لتقصي المرض بإقليم تونس الكبرى الذي يسجل أكبر عدد إصابات بالفيروس, وبإجراء عمليات تقص نشيط للمناطق التي تسجل ارتفاعا في عدد الاصابات ومن بينها ولاية قبلي التي تم فيها الإستعانة بالمخبر العسكري المتنقل.
ويتم التركيز في إجراء هذه التحاليل على المخالطين المباشرين للحالات الحاملة للإصابة بالفيروس أو المشتبه بإصابتها, وفق المصدر ذاته.
أما الخبير في علوم الإحصاء معز الهمامي, فقد اعتبر أن تونس في منحى جديد وتخطت وقت الذروة في مسار تفشي كورونا, مضيفا أن الذروة في تونس كانت بين 10 و14 أفريل, وأن عدد الحالات الحقيقية الموجودة في البلاد شهدت تراجعا وانخفاضا.
وأشار الهمامي, في تصريح إعلامي الإثنين, إلى أن هناك فرق بين عدد الحالات التي تم الإعلان عليها من قبل وزارة الصحة وبين الحالات التي لم يقع إكتشافها, موضحا أن هناك فرق أيضا بين عدد الاختبارات التي تم القيام بها وعدد الحالات التي قامت بالاختبار, وأنه في بعض الأحيان إذا تم تسجيل حالة إصابة بكورونا يمكن أن تخضع تلك الحالة إلى 2 اختبارات, مبينا أن أي حالة تخضع إلى ما بين 2 و 5 اختبارات للتقصي عن فيروس كورونا.
وتابع بأن عدد الحالات الحقيقية المصابة بفيروس كورونا في تونس يبلغ تقريبا 5 آلاف شخص وأن عدد الأشخاص التي انتشرت لهم العدوى في الفترة الأخيرة ممكن أن يصل إلى 12 ألف شخص.
جدير بالذكر أن تونس سجلت أول إصابة بفيروس كورونا المستجد بتاريخ 2 مارس المنقضي, وتعلقت بمواطن عائد من إيطاليا.