تعيش مدينة طرابلس على وقع احتجاجات متواصلة خرجت تنديدا بتردي الأوضاع المعيشية وتدني الخدمات العامة، إذا يعاني سكان طرابلس من أزمات كثيرة بدءا بانقطاع الماء و الكهرباء إلى نفاذ مخزون البنزين و افتقار الأهالي إلى أبسط الضروريات الحياتية،إضافة إلى انفجار الوضع الوبائي بالمدينة خاصة وبالبلاد عامة.

انقطاع الماء و الكهرباء..كابوس يطارد طرابلس

تثقل أزمة الكهرباء و الماء و انقطاعهما المتواصل لساعات كاهل الليبيين في طرابلس. و يتسبب هذا الإنقطاع في كوارث إنسانية تزيد صعوبة الوضع بالمدينة. فمنذ اندلاع الحرب ظلت طرابلس تدفع الثمن باهضا. مع ارتفاع حرارة الصيف بات الوضع فوق الإحتمال ما دفع أهلي طرابلس للاحتجاج و التظاهر محملين بذلك حكومة الوفاق مسؤولية معاناتهم و متهمينها بالتقاعس و المماطلة في حل الأزمات المحيطة بهم من كل جانب و خاصة أزمتي الكهرباء و الماء.

و يستمر انقطاع الكهرباء في طرابلس أحيانا ساعات عديدة تفوق الـ 20 ساعة أحيانا. ما يجعل الأهالي يعيشون ليلا دامسا طويلا حارا، و يعتمد الليبيون أحيانا على المولدات باهظة الثمن لحالاتهم الإستعجالية و أشغالهم اليومية. و باتت أزمة الكهرباء تستفحل يوما بعد يوم و الشركة الوطنية للكهرباء تقف عاجزة أما كثرة الأعطال و التخريب و السرقات. مشاكل تعانيها أيضا أنابيب الماء و صعوبة التزود به بعد التخريب والسرقات التي طالت  أجزاءا من النهر الصناعي.



طرابلس..الأكثر تضررا بكورونا

تشهد الأزمة الوبائية المرتبطة بفيروس كورونا تطورا سريعا في ليبيا حيث سجلت البلاد حسب آخر إحصائيات المركز الوطني لمكافحة الأمراض أمس الجمعة 5079 حالة، وضع وبائي انفجر فجأة في أقل من شهرين بعد استقرار طويل منذ بداية ظهور الوباء في العالم.

 و توجد أغلب الإصابات بطرابلس التي تسجل 30.69 % من اجمالي الإصابات بالبلاد بـ1426 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد و تسجل نسبة شفاء ضعيفة لم تتجاوز الـ10%  من جملة الإصابات بشفاء 178 حالة أما عدد الوفيات فقد بلغ 13 حالة بثالث أعلى حالات وفاة مسجلة بليبيا بعد سبها(37 حالة وفاة) و مصراتة(23 حالة وفاة). و مع ضعف البنية الصحية بالمدينة و تواصل أزمة الكهرباء التي تتسبب في أضرار مباشر في المستشفيات أصبح الوضع في طرابلس "دقيقا" وسط مخاوف منظمات محلية و عالمية من تردي الوضع العام عامة و الوبائي خاصة بالمدينة.



طوابير البنزين في طرابلس تعود من جديد

هزت صور لطوابير من المواطنين الليبيين يقفون لساعات من أجل ملء البنزين صفحات إعلامية ليبية و عالمية كثيرة، في مشهد جعل سكان بلاد النفط ينتظرون لساعات طوال من أجل بضع لترات من البنزين بعد أن كان إنتاج البلاد من النفط يتجاوز 1.6 مليون برميل يوميا و يمثل 80%   من ناتجها المحلي و 94%   من صادراتها.


بلد عدد سكانها لا يتجاوز 6.79 مليون نسمة أغلبهم يعيش بالمناطق الحضرية (80% ) و إيراداتها من النفط فقط تقدر بمليارات الدولارات عدا عن الغاز و الثروات الأخرى التي أسالت لعابا كثيرا تقف عاجزة عن توفير أبسط الضروريات لمواطنيها بطرابلس فلا غاز و لا ماء ولا كهرباء و لا بنزين فقط طبول الوباء تقرع شوارع طرابلس الجميلة رغم الحرب.