إثر إعلان الجيش الليبي عملية طوفان الكرامة في الرابع من أبريل الماضي، تشهد طرابلس لأول مرة وصول القوات المسلحة الليبية منذ 2011 إلى ضواحيها بهدف القضاء على الفوضى التي سادت بالعاصمة كسائر البلاد حيث تفشى حكم التشكيلات المسلحة مما جعل حياة الليبيين في وضع مأساوي.

بالرغم من طول أمد المعركة نظرا لتعقيدات الوضع الميداني في العاصمة إلا أن الجيش الوطني الليبي دعا سكان طرابلس للاستعداد للحظة الحسم، بينما أعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للجيش، أن جميع القوات المرابطة على تخوم العاصمة، على أهبة الاستعداد مُنتظرين الأوامر والتعليمات النهائية للانقضاض على آخر ما تبقى من التشكيلات المسلحة بالتزامن مع دخول بعض قواته إلى معسكر اليرموك جنوبي العاصمة طرابلس بعد مواجهات عنيفة مع تشكيلات تابعة للميليشيات.

وقالت شعبة الإعلام الحربي إن "ساعة النصر قد آن أوانها.. وها هي قد اقتربت وباتت تلوح في الأفق"، وتابعت في بيان لها "أن أفراد القوات المُسلحة جاهزون ومتأهبون وعازمون على النصر، والقوات منتشرة على كامل تراب ليبيا وتعمل على تأمين الحدود والصحاري والبحار والحدود الجوية.. شرقاً وغرباً مروراً بمناطق الحقول النفطية وصولاً للجنوب".

في نفس السياق، وجه المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الوطني الليبي، أول أمس، تعليماته لأهالي العاصمة طرابلس بالاستعداد لساعة الصفر لاقتحام العاصمة، وفقاً للعملية المقررة منذ بضعة أسابيع وتباطأ الجيش فيها لضمان عدم المساس بالمدنيين.

وقال المركز إن على "جميع شباب العاصمة الاستعداد لساعة الصفر وتنظيم التعاون بين الأحياء والمجموعات للانقضاض على التشكيلات المسلحة المختبئة وعناصرها الهاربة من الجبهات، والذين يحتلون المدينة".

من جانب آخر، أعلن الجيش الليبي، الأحد، إسقاط طائرة تركية مسيرة في منطقة عين زارة بالعاصمة طرابلس.

كما أفاد مصدر عسكري ليبي بمقتل 8 جنود من الجيش الوطني جراء غارة جوية تركية في طرابلس.

يبدو أن ما زاد في وتيرة توغل الجيش الليبي في طرابلس الدعم الدولي الذي أمسى يحظى به حيث صرّح وزير خارجية الوفاق محمد السيالة في وقت سابق أن أغلب دول مجلس الأمن باستثناء بريطانيا، تدعم الجيش، وترفض دعوته إلى العودة إلى ما قبل الرابع من أبريل.

كذلك، بيان الدول الست الصادر أواسط هذا الشهر الذي وقعت عليه فرنسا وبريطانيا ومصر والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة وإيطاليا لم يشر إلى اسم حكومة الوفاق ولا شرعية المجلس الرئاسي، بما يشير إلى انتهاء مرحلة الصخيرات، وبداية مرحلة جديدة سيكون فيها الحسم للميدان أولا ثم للتوافقات الداخلية تحت شرعية مؤسسات الدولة وليس من خارجها.

في سياق متصل، يرى مراقبون أن تأخر الحسم العسكري مردّه تحاشي الجيش استعمال القوة المفرطة لأكثر من 90 يوماً من معاركه ضد التشكيلات المسلحة في المنطقة الغربية إلا أن معركة غريان مثلت نقطة تحول فاصلة في مجريات الصراع حيث تم الغدر بجرحى الجيش وبعناصر الشرطة الذين تعرضوا للتصفية بدم بارد.

فضلا عن الدور التركي المتمادي في دعم الميليشيات زاد من الضغط الشعبي الذي يدعو الجيش الليبي للتحرك بأكثر فعالية للتصدي للانتهاك الجديد للسيادة الليبية وتغذية الصراع بالأسلحة.

حيث إنه لم يعد خافيا أن الحرب أصبحت دولية مع الجيش داخل هذ الإطار، والتي يضم إرهابيين قادمين من سوريا بمساعدة تركيا، كما أن التشكيلات المسلحة الموجودة داخل طرابلس، تحصل على التمويل والسلاح والخبرة العسكرية من تركيا وقطر.