«لا أريد أن أفقد محفظتي، أبي اشتراها لي بالتقسيط»، هذه هي آخر عبارة نطق بها الطفل محمد الأمين ملياني (7 سنوات) من مدينة بشار جنوب الجزائر بعدما جرفته مياه السيول وهو في طريقه إلى المدرسة رفقة شقيقته، حيث فقد في الأول حقيبته المدرسية، لكنه أبى إلا أن يستعيدها وسط الفيضانات ليغامر بحياته من أجل الحقيبة المدرسية، فقذفته مياه الفيضانات ولم يتم العثور على جثته إلا بعد يومين، تحكي أخته أنه بكى كثيراً حينما فقد حقيبته لأنه أشفق على أبيه الذي يعيش وضعاً مزرياً وقد حرص على شراء الحقيبة بالتقسيط.
وانتشلت فرق الحماية المدنية جثة الطفل محمد الأمين ملياني من الأوحال بعدما جرفته مياه السيول وهو في طريقه إلى المدرسة رفقة شقيقته، لتكون الفيضانات التي شهدتها بني ونيف سبباً في نهايته المأسوية التي خلفت حزناً عميقاً لدى أهله وساكنة بني ونيف في بشار جنوب الجزائر.
الطفل محمد الأمين ضحية «لعنة» الفقر التي تحوّل يومياً آلاف الأطفال إلى بائسين، حيث مات من أجل استعادة حقيبته، حيث تعيش العائلات الجزائرية ضغوطاً مالية خانقة، يفرضها تزامن عيد الأضحى مع دخول موسم المدارس، مناسبتان تشدان الخناق على المواطن البسيط الذي أرهقته الزيادات المستمرة في الأسعار مقابل تدني الأجور، فيما تصل تكلفة الحقيبة المدرسة للتلميذ الواحد في الطور الابتدائي إلى 10 آلاف دينار حيث لا يقدر المواطن البسيط على مواكبة أسعارها.