دفع رسوم الدراسة يشكل تحديا بالنسبة لمعظم الطلاب ، ولكن بالنسبة للطلاب الليبيين في الولايات المتحدة ، فإن الكثيرين منهم لديهم المال ولكن لا يمكنهم الوصول إليه. أصبحت ليبيا غير مستقرة بشكل متزايد، ومن الصعب على مواطنيها الحصول على أموال إلى الولايات المتحدة.

موقع WKSU تابع أحد الطلاب الليبيين في جامعة ولاية كنت يفعل كل ما في وسعه لإكمال دبلوم له قبل أن يضطر إلى ترك الدراسة.

صراع الطالب الليبي

على بعد بضعة بنايات من حرم جامعة ولاية كنت، يعيش إبراهيم البدري في شقة صغيرة مع زميله. غرفة المعيشة هي بالكاد مؤثثة: هناك أريكة، وطاولة للطعام وعدد قليل من الكراسي المطوية. في الزاوية، علق العلم الليبي الأحمر والأخضر على الحائط.

عاد البدري لتوه من قسم تكنولوجيا المعلومات في جامعته.. ووفقا لتأشيرة الطالب التي بحوزته، يسمح له فقط بالعمل في المدرسة - ولمدة لا تزيد عن 20 ساعة في الأسبوع. يفتح جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به ليتابع حملة جمع التبرعات على الانترنت لفائدته.

سيئة ولكن إلى أي مدى؟

يقول إن مدراءه اقترحوا عليه الفكرة (فكرة جمع تبرعات على الانترنت) عندما أصبح واضحا أن أمواله لدفع الرسوم لن تصل في الوقت المحدد.

 ويقول البدري: "كنت أعرف أن الأمور سيئة في ليبيا ، لكن لم أكن أعرف أنها سيئة لهذا الحد ".

دفع الرسوم للكلية هو تحد لأي طالب تقريبا. في حالته، البدري لديه المال، لكنه كما يقول لا يمكنه الوصول إليه. ومع انزلاق بلد البدري إلى حالة من الفوضى المتزايدة، أصبح من المستحيل على المواطنين المقيمين في الخارج الحصول على أموالهم في البنوك داخل ليبيا.

في الأيام القليلة الأولى، تلقت حملة "غو فاند مي" لدعم البدري عدة تبرعات. ورغم ذلك ، وبعد مرور شهر على انطلاقها، لا يزال بعيدا بعشرات آلاف الدولارات عن هدفه المتمثل في 50،000 دولار.

قد يبدو الأمر بعيد المنال، ولكن هذا هو الخيار الأخير للبدري، وهو مصمم على مواصلة الدراسة في الخريف. وما زال لم يفكر ما سيفعله مع قطته إذا أجبر على الرحيل في أغسطس.

قيود على خروج العملة  

جاء البدري إلى الولايات المتحدة في عام 2014 لدراسة هندسة الكمبيوتر. في الوقت الذي تراجع فيه الصراع في ليبيا، ولكن مع إنهاء البدري عامه الثاني، استؤنف القتال. وبدأت البلاد في الحد من حجم العملة التي تغادر الحدود.

ويقول المسؤولون في ولاية كينت إنهم شاهدوا مثل هذه المشكلة من قبل. في الوقت الحالي، يواجه كل من الطلاب العراقيين والليبيين صراعا مماثلا. وقد تمكنوا من استفادة البعض من قروض طوارئ أو سمح لهم بالتسجيل على أساس حسن نية، على أمل أن تصل الأموال في نهاية المطاف.

وبالطبع، ليس هناك من شيء آخر يمكن للجامعة أن تقوم به.

يقول البدري: "لا يبدو أن الأموال ستأتي من ليبيا، لأن الأوضاع تزداد سوءا ".

تهديدات في الوطن

في هذه المرحلة، يدين البدري للجامعة بقيمة فصلين دراسيين. وفي آذار / مارس، كان عدم قدرته على الدفع يعني أنه سيُجبر على ترك صفوفه. وإذا كان لا يزال غير قادر على توفير الأموال اللازمة بحلول أغسطس ، فإنه لن يسمح له بالتسجيل وسوف يفقد بالتالي تأشيرة الطالب التي بحوزته.

ليبيا ليست وجهة مثالية لشاب يحاول الحصول على التعليم. يقول البدري إن الناس في المدينة التي يعيش فيها، لا يغادرون منازلهم ليلا. وقد وقعت عمليات خطف ولم تتجاوب السلطات المحلية.

ويؤكد البدري أن ابن عمه اختطف ، وأن صيادا عثر على جثته مقطعة إلى قطع صغيرة.

مع تجميد أمواله في ليبيا، لجأ البدري إلى حملة "غو فاند مي" في محاولة لتغطية الرسوم الدراسية.

"كل أصدقائي ينصحونني بعدم العودة" يقول البدري.

ليبيا لم تعد تستضيف سفارة أمريكية، وإدارة ترامب عقدت السفر من دول ذات أغلبية مسلمة بينها ليبيا.

يقول جوناثان وينر، المبعوث الخاص السابق إلى ليبيا، إذا فقد البدري تأشيرته ، فهناك احتمالات قوية أنه لن يتمكن من الحصول عليها مرة أخرى.

ويتابع وينر: "لو كنت طالبا ليبيا له الحق في أن أكون هنا، كنت سأحاول أن أبقى أيضا".

انهيار الربيع العربي

وقال وينر إن البلاد لم تعد لديها حكومة فعالة منذ عدة سنوات. في عام 2011، أدت احتجاجات الربيع العربي إلى إطاحة النظام السابق وحربين أهليتين لاحقا. وقد تراجعت الصراعات العنيفة، ولكن الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والكهرباء مازالت تتلاشى.

ويقول وينر إن انهيار صناعة النفط أدى إلى أزمة اقتصادية. وقد أنفقت البلاد أموالا أكثر مما تستطيع تحصيله، والحكومة تخشى من نفاد العملة الصعبة.

وقال وينر "إذا نفدت الدولارات فإن البلاد ستنتهي إلى كارثة إنسانية فورية".

مساعدة الوطن

يذهب نحو 1،500 طالب من ليبيا إلى الجامعات في الولايات المتحدة، وتعليمهم أمر بالغ الأهمية لمستقبل البلاد. ويقول وينر إنه إذا تمكن المزيد من الشباب من الحصول على درجاتهم - سواء هنا أو في الاتحاد الأوروبي أو كندا - فيمكنهم العودة إلى بلادهم والمساعدة في إعادة بنائها.

يقول وينر: "أود أن أرى أكبر عدد ممكن من الطلاب الليبيين يكملون تعليمهم هنا"..

وقد يكون الوقت متأخرا جدا بالنسبة للبدري، الذي لا تفصله عن التخرج سوى سنة واحدة.  في بلاده إذا ما عاد، يقول البدري إنه لن يكون بإمكانه الحصول على نفس المستوى من التعليم. ضعف الإنترنت، وخدمة كهرباء غير موثوق بها وعدم وجود أجهزة الكمبيوتر يعني أن الطلاب هناك سيتعلمون في كثير من الأحيان البرمجية بالقلم والورق.

ويختم البدري حديثه بالقول : "هل تعرف عندما يكون لديك حلم، وتستيقظ في منتصف الحلم؟ ،،، هذا هو ما سيحدث".

 

*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة