يشهد كوكب الأرض الذي نعيش فوقه تحولات مهمة، على مدار السنوات والقرون، ولا يقتصر هذا التغير على المناخ فقط، إذ يتراجع المجال المغناطيسي أيضا على نحو ملحوظ.
ولا تقتصر فائدة الحقل المغناطيسي للأرض على مساعدتنا في تحديد القطبين الشمالي والجنوبي، لكنه يحمي الأرض من الرياح الشمسية والإشعاع الكوني.
ويرى العلماء أنه في حال تواصل تراجع الحقل المغناطيسي للأرض، بالوتيرة الحالية، فإن كوكب الأرض قد يشهد انقلابا بين القطبين مرة أخرى.
ولا يحصل هذه الأمر بصورة سريعة كما يعتقد البعض، فآخر مرة شهد فيها كوكبنا هذا التغير المهم كانت قبل 780 ألف سنة.
ويهتم العلماء في الوقت الحالي بظاهرة غريبة في جنوب المحيط الأطلسي أطلق عليها " South Atlantic Anomaly"، وتقع بين تشيلي وزيمبابوي.
وتراجع الحقل المغناطيسي في هذه المنطقة بصورة كبيرة حتى أن هيئات علمية صارت تخشى أن تتضرر الأقمار الصناعية إذا دخلت هذه البؤرة بسبب الإشعاعات التي تنجم عن تقلص الحقل المغناطيسي.
وتقول بعض النظريات العلمية عن مغناطيسية الأرض إن كوكبنا يحتوي على رواسب كثيرة من خامات الحديد وبعض هذه الرواسب عبارة عن حديد نقي تقريبا.
ويرجح العلماء أن تكون هذه الرواسب الحديدية قد تعرضت للـ"التمغنط" خلال حقب قديمة بشكل تدريجي في اتجاه واحد، فكونت مغناطيسا دائما وكبيرا جداً.
في غضون ذلك، ترى بعض النظريات الأخرى أن المغناطيسية في الأرض ناجمة عن وجود تيارات كهربائية شديدة تسري في القلب الخارجي السائل للأرض.
ومصدر الحقل المغناطيسي للأرض الرئيسي يقع تحت أقدامنا على عمق 3 آلاف كيلومتر، وقوامه الحديد والنيكل في حالة الانصهار في نواة كوكب الأرض، وتشكل هذه النواة ما يشبه ال"دينامو"، وخصوصا بسبب التيارات التي تخترقه.
وإلى جانب ذلك، تضاف مصادر أخرى أقل أهمية، منها الصخور الممغنطة في القشرة الأرضية، وعوامل خارجية منها أجزاء من الغلاف الجوي تشحن كهربائيا بسبب التفاعل مع الأشعة الشمسية، بحسب ما يوضح غوتييه هولو الباحث في معهد فيزياء الأرض في باريس.
ولا يعرف العلماء في الوقت الحالي ما إذا كان هذا الانقلاب بين القطبين سيحصل مستقبلا لاسيما أن الباحثين لا يجدون بيانات مهمة يمكن دراستها للتنبؤ بما هو آت في المستقبل.