قال السفير عاشور حمد بوراشد، مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية، إن الأمة تواجه العديد من التحديات سواء سياسية أو اقتصادية، مؤكدا أن أخطر تلك التحديات هو الإرهاب، وهو ما يجعل وضع استراتيجية عربية موحدة لمواجهة الإرهاب ضرورة كبيرة.
وأضاف «بوراشد»، في حواره لموقع «البوابة» المصري، أن المجتمع الليبي مترابط اجتماعيًا، وغير قابل للتقسيم، موضحًا أن هناك عدة مناطق مُقسمة بسبب ما تُعانيه ليبيا من أزمات أمنية، مُحذرا من تمكن داعش من دخول ليبيا، حيث سيؤثر ذلك على تونس والجزائر وتشاد ودول الجنوب الأوروبي، وهو ما يجعل وضع استراتيجية عربية موحدة لمواجهة الإرهاب ضرورة كبيرة
وأضاف أن الأمة تواجه العديد من التحديات منها السياسية والاقتصادية، ونتطلع للخروج من هذا المأزق الذي تعاني منه الأمة، سواء على المستويين السياسي أو الاقتصادي، ولكن أخطر تلك التحديات هو الإرهاب، لأنه خطر داهم نراه كل يوم.
مؤكداً أن خطورة تلك الجماعات تكمُن في أنها تمس أولًا أساس العقيدة الإسلامية، وكأن هناك دينًا آخر وفكرًا آخر مُخالفًا للدين الإسلامي، وما اجتمعت عليه الأمة الإسلامية على مدى قرون والعالم الإسلامي به أكثر من مليار مسلم، هذه المجموعات بسيطة جدا وضئيلة لهذا العدد من المسلمين، ولكن المواجهة التي تمت لهذا الإرهاب حتى الآن هي مواجهة أمنية، وهي حق طبيعي لوقف الاعتداء وحماية الوطن والمواطن، ولكن هذا الفكر بالذات لا يجب أن نكتفي فيه بالمواجهة الأمنية، لأنه في الأساس فكر اعتنقه بعض الشباب نتيجة فهم خاطئ لنصوص الدين، مُعتقدين أن هذا هو صحيح الدين وهم يعتقدون أنهم على الحق وأنهم ذاهبون إلى الجنة.
ويرى بو راشد أن الحل الأمني غير كاف، لأنك يمكن أن تمنع الإرهابي من الخروج إلى الشارع، ولكن الخطورة أنه يحمل فكرا يعود بها لأسرته وسيتصيد فرصة أخرى لأي فراغ أمني في أي دولة أخرى ليعلن عن نفسه، والعالم العربي كله مُهدد بهذا الفكر الإرهابي، وإنني على يقين أنه في كل دولة عربية توجد خلايا نائمة، وتلك المجموعات لم توجد فجأة من الفراغ، فخروجهم جاء بعد الفراغ الأمني الذي حدث بعد ثورات الربيع العربي، ولابد من مواجهة تلك التنظيمات فكريًا، واللوم هنا يقع على المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف وعلماء الإسلام في كل مكان.
وأشار إلى أن انتشار هذا الفكر يعود إلى أن القنوات الفضائية الدينية للأسف، لا تقوم بدورها بمواجهة الفكر المُتشدد، الذي يعتبر هو الخطر الأكبر الذي يواجه الأمة العربية بأكملها، حتى من منطلق الغيرة على الدين، ومطلوب من علماء الأمة التصدي لهذا الفكر، وتوضيح النصوص الدينية التي تم تفسيرها بشكل خاطئ، وتوضيح حقيقة الدين بأنه نزل رحمة للعالمين، وليس بقطع الرقاب بهذه الطريقة البشعة التي لم تشهدها الأمة من قبل، وحتى الآن لم توضع استراتيجية عربية موحدة لمواجهة هذا الفكر، وتُرك لكل دولة أن تتصدى له بشكل منفرد، وهذا هو الخطأ الكبير، لأن الإرهاب سيطال الجميع فلابد من وجود استراتيجية موحدة، كما أعلن الرئيس السيسي في الفترات الماضية عن ضرورة تجديد الخطاب الديني.
وأضاف أن ليبيا مجتمع مترابط اجتماعيًا، والكل فيه على مذهب واحد هو المالكي، والدولة غير قابلة للتقسيم، وقد تكون بعض المناطق مقسمة، ولكن من الصعب استمرارها في ظل ما تعانيه ليبيا من أزمات أمنية.
وأردف بو راشد أن الفراغ الأمني في ليبيا لا يؤثر على مصر فقط، بل على دول الجوار مثل تونس والجزائر وتشاد، ولو تمكنت داعش من ليبيا سيكون له تأثير مباشر على تلك الدول، وعلى دول الجنوب الأوروبي التي تستشعر الخطر هي الأخرى، وهو ما يجعل وضع استراتيجية عربية موحدة لمواجهة الإرهاب ضرورة كبيرة، لأن أمن مصر من أمن ليبيا ومن أمن تونس، ولابد من أن تتوحد الجهود لمُحاربة هذا التنظيم، وسيتم إطلاق اتفاقية الدفاع المشترك في نهاية هذا الشهر، وستكون تبعاتها إيجابية وأطالب بضرورة وجود تعاون بين أجهزة الاستخبارات وتبادل معلوماتي بين الدول العربية، وتحديد مصادر تمويل تلك الجماعات وإمدادهم بالسلاح، ولو توحد الجهد الأمني الاستخباراتي سيأتي بثماره على إسقاط تلك التنظيمات أو على الأقل تحجيمها.