توقع خبراء عودة العلاقات المصرية - الأمريكية لسياقها الطبيعي، خاصة بعد التنسيق بين واشنطن والقاهرة في عدة ملفات مهمة، أبرزها: الحرب على الإرهاب في ليبيا والتنسيق للسيطرة على المد الإيراني في المنطقة، من خلال الحد من نفوذ الميليشيات الحوثية في اليمن، وكذلك في ضوء مشاركة مصر في قوات التحالف الدولي للتصدي لداعش.

وقال سكرتير عام اتفاقية الشراكة المصرية الأوروبية السفير جمال بيومي لموقع 24 الإماراتي "إنه حدث مؤخراً تقارب واضح بين البلدين، فعلى الأقل عرفت كلٌ من الدولتين أهميتها للأخرى"، موضحاً أنه "علينا ونحن نتعامل مع السياسات الأمريكية والتصريحات الرسمية التفريق بين مؤسسة الرئاسة ووزارة الخارجية من جهة والكونغرس الأمريكي من جهة أخرى".

  ولفت إلى أن وزارة الخارجية والرئاسة كان حديثهما طوال الوقت الماضي يتسم بالعقلانية واحترام الدولة المصرية، وتجلى ذلك في مشاركتهم في المؤتمر الاقتصادي، والكلمة التي ألقاها وزير الخارجية الأمريكي.

وأكد بيومي أن "عاصفة الحزم" كان لها دورٌ في التقريب بين وجهات نظر الدولتين، خاصة بعد أن وجدت الولايات المتحدة نفسها مضطرة للتحالف مع مصر ودول الخليج للحرب على الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، وقد دل على ذلك إفراج الولايات المتحدة عن المساعدات والأسلحة المصرية، منوها بأنه منذ ذلك الحين ويمكن اعتبار العلاقات المصرية الأمريكية عادت لطبيعتها.

وأضاف أن العلاقات المصرية الأمريكية لن تؤثر على علاقة مصر بروسيا والصين، فقد انتهى الزمن الذي تتأثر علاقات الدول بسبب التعاون مع خصومها، موضحاً أن روسيا والصين لهما علاقات قوية بأمريكا، سواء على الصعيدين الاقتصادي أو السياسي، مشيراً إلى أن الرئيس السيسي قد أكد من قبل أن العلاقة بين مصر وروسيا والصين ليست على حساب أطراف أخرى، فمصر بحكم تاريخها وموقعها ومكانتها هي صديقة لكل الدول.

فيما رأى أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور محمد حسين، أن العلاقات المصرية الأمريكية استعادت حيويتها بعد فترة من الخلاف في وجهات النظر والتوجهات، وقد ظهر ذلك في الفترة السابقة بعد عدة خطوات اتخذتها الولايات المتحدة لإثبات حسن النية تجاه مصر، كان أهمها الإفراج عن صفقة السلاح المصرية، وكذلك المساعدات الأمريكية لمصر.

ولفت أن الشعب المصري والقيادة السياسية لهم الدور الأهم في إعادة العلاقات لمجراها الطبيعي بعد أن فرضوا الإرادة المصرية على كافة الدول التي حاولت التدخل في الشأن المصري الداخلي، خاصة بعد نجاح ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، موضحاً أن هناك عدة ملفات جمعت بين مصر والولايات المتحدة كان أهمها عاصفة الحزم والتصدي للتوغل الإيراني في المنطقة من جهة، والتصدي والحرب على الإرهاب من جهة أخرى.

وأكد حسين أن الأزمات والقضايا التي استدعت التنسيق بين واشنطن والقاهرة، أثبتت لواشنطن أن مصر دولة كبرى ودون التنسيق معها لن تفلح أي جهود في السيطرة والتصدي لقوى الإرهاب التي انتشرت في الأربع سنوات الماضية، مضيفاً أنه على أمريكا أن تلتزم لوعودها التي أعلنها الرئيس أوباما للرئيس المصري، بالإفراج عن كافة المساعدات الأمريكية العسكرية لمصر، حتى يتم فتح صفحة جديدة بين الولايات المتحدة ومصر في مجال العلاقات الدبلوماسية والسياسية.