استعرض الإعلامي والمحلل السياسي الليبي عيسى عبد القيوم التنظيمات الإسلامية في ليبيا وتحالفاتها ومراحل تطورها منذ أحداث 17 فبراير 2011.
وقال عبد القيوم في تصريح لبوابة إفريقيا الإخبارية إن أغلب الحركات الإسلامية الليبية شاركت في أحداث 2011 بل وحافظ بعضها على سلميتها مع انتهاء الاحداث واتجه بعضها إلى تكوين أحزاب سياسية، خاضت غمار أول تجربة انتخابية، إبّان انتخابات المؤتمر الوطني العام.
وأضاف عبد القيوم "كونت جماعة الإخوان المسلمين حزب العدالة والبناء (بقيادة محمد صوان)، وهو يعتبر ذراعاً سياسيا للجماعة رغم التحاق شخصيات ليبية مستقلة بقيادته مركزياً وفي عدد من المدن الليبية، لتفوز بــ 17 مقعداً في المؤتمر ضمن القائمات الحزبية وعدداً مهما من المقاعد ضمن القائمات على الأفراد، وحقائب وزارية ضمن أول حكومه برئاسة علي زيدان" مضيفا "تم تكوين حزب الإصلاح والتنمية، بقيادة خالد الورشفاني (وهو أحد أعضاء الجماعة السابقين)، إلا أن هذا الحزب انتهى سريعاً بسبب انضمام عدد قليل لعضويته".
وأردف عبد القيوم أنه "تم تشكيل حزبين سياسيين من طرف بعض قيادات الحركة الإسلامية للتغيير (وريثة الجماعة الليبية المقاتلة)، إذ كون عبد الحكيم بلحاج (حزب الوطن)، وهو الحزب الذي لم يفز سوى بمقعد وحيد في انتخابات سنة 2012 ضمن القائمات الحزبية في ما حصد بعض المقاعد في القائمات على الأفراد كما كونت مجموعة أخرى من الجماعة حزب الأمة الوسط، وهو الذي تٍرأسه مفتي الجماعة السابق سامي الساعدي، وقد حصل على مقعد واحد، شغله (عبد الوهاب القايد) شقيق أبو يحيى الليبي.
وأردف عبد القيوم أن حركة التجمع الإسلامي، والتي من أهم قياداتها عضو مجلس الرئاسة الحالي محمد لعماري زايد، أسست حزب الرسالة وهو حزب صغير رغم أن له عدد من المناصرين في العديد من المدن الليبية شرقا وغربا.
وأوضح عبد القيوم أن الجماعات السلفية كونت حزب الأصالة والمعاصرة المقرب من دار الإفتاء، والذي قاده علي السباعي، ولم يفز بأي تمثيل في انتخابات 2012.
وتابع "بُعيد ظهور التجاذبات السياسية داخل المؤتمر الوطني، ارتبطت الأحزاب السياسية في البلاد بكتائب مسلحة، كانت قد دعمتها بالسلاح والمال، إبّان العمل المسلح عام 2011، فقد ارتبط حزب الوطن بلواء الدروع الموزّع على أكثر من مدينة في ليبيا، أبرزها بنغازي ومصراته، وهو من أقوى الألوية العسكرية في البلاد".
وأشار عبد القيوم إلى أن بعض مجموعات الجماعة المقاتلة ارتبطت بكتائب عدة في طرابلس وبنغازي" وتابع "بعد تصاعد المواقف السياسية الذي انتهى بالإعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية الثانية، نهاية يوليو 2014، لتنتج الخلافات حول النتائج انطلاق عملية فجر ليبيا منذ أغسطس من العام نفسه عدة أشهر".
وقال عبد القيوم أنه خلال "اشتداد القتال في بنغازي، وجد خليفة حفتر الذي ظهر على رأس عملية عسكرية أطلق عليها عملية الكرامة في مايو 2014، في هرب أغلب أعضاء البرلمان إلى طبرق، متكأً سياسياً لشرعنة عمليته العسكرية (على حد تعبيره)، ولينتهي المشهد إلى انقسام سياسي في البلاد، بعودة المؤتمر الوطني العام إلى الواجهة السياسية في سبتمبر من العام نفسه، داعماً عملية فجر ليبيا، ومعلناً، بعد عودته بأيام، عن حكومة إنقاذ وطني والتي قادها القيادي عمر الحاسي، ثم عوضه خليفة لغويل، وهما قياديان إسلاميان".
ولفت عبد القيوم إلى أن "التيار المدخلي في ليبيا يتكون أساساً من بعض العناصر الذين يرفضون ظاهرا الاشتغال بالسياسة، وعملياً ليس بين عناصر هذا التيار ارتباطات تنظيمية ظاهرة للعيان كما لا توجد له زعامة موحدة بل زعامات كثيرة متنوعة يتقارب بعضها ويجتمعون في بعض المسائل، ويحصل بينهم افتراق واختلاف أحياناُ، وقد يصل إلى حد القطيعة، وإنما يجمع عناصر هذا التيار تشابه المنهج في التعامل مع المخالف ومحاولة احتكار التسمي بالسنة والسلفية وتضليل بقية التيارات ولهذا التيار موقف متشدد من العمل السياسي والحزبية والانتخابات والتقارب مع الآخرين، كما أنه مُغال في ما يسمى طاعة ولي الأمر".