رحلة الفنان عبد الله الفاندي تميزت بشيء من الغرابة، فهو الشاب الذي تحصل على بكالوريوس ادارة أعمال من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في طرابلس، ولم يكن الفن أو تحديدا التمثيل أحد المحطات التي فكر بها يوما، لكن لصفحات الفيسبوك والانستغرام ومتابعة الآخرين لصفحته حيث كان ينشر صورا ليومياته، جاءته بعروض كثيرة، ولكن عرضا قدمه المخرج ابراهيم المرغني لتصوير دعاية لشهر رمضان راقت له، ولقي ذاك الإعلان الذي قدم عام 2015 نجاحا وشهرة، فقدم سلسلة (عشوائيات) من ثلاثين حلقة، ثم (الخفافيش) خمس عشرة حلقة، وكانت هذه بداية جيدة بالنسبة له، بداية جعلت انطلاقته تتسارع واختياراته تتنوع.

ولكن دعونا نبدأ الحكاية من انجازه الذي يفتخر به، جائزة نالها من مهرجان مسرحي كأفضل ممثل..

يقول عبد الله الفاندي: "كاتب لم يكتب شيئا" هو عنوان المسرحية للأديب أحمد ابراهيم الفقيه، لقد قدم الفنان مفتاح الفقيه هذا النص لي، وقد بهرت بهذا النص وأحببته، وشعرت أني أركض بين السطور لأعرف نهاية النص، وقد عرضت أول مرة على خشبة المسرح بمدينة جنزور، وقد حضر المبدع أحمد الفقيه هذا العرض وأشاد بأدائي بملامح وجهه أكثر من الكلمات التي قالها، وطبعا هي شهادة أعتز بها.

مهرجان البقعة الدولي

في نهاية شهر ابريل وبداية شهر مايو كانت مشاركتنا بهذه المسرحية في مهرجان البقعة الدولي للمسرح بالسودان الشقيق، الدورة التاسعة عشرة، وهذه بالنسبة لي أول مشاركة في مهرجان يمنح جوائز.

فاز النص المسرحي بالترتيب الأول، وكان الشرف أن أفوز بالترتيب الأول كممثل مسرحي، لأن هناك 38 فرقة مشاركة من الدولة المنظمة للمهرجان، و17 فرقة مسرحية عربية ودولية، وكانت هناك فرقة مسرحية من مصر حاصلة على الترتيب الأول في مهرجان (المونودراما) لهذا العام 2018م.

وحول مشاركاته السابقة في مهرجانات عربية قال الفاندي: نعم كانت هناك مشاركة في نهاية عام 2017م في مهرجان (عمر خلفت) في مدينة تطاوين بتونس في دورته العشرين، وقد شاركنا بمسرحية (الميت الحي) وهي مسرحية من إرث المخرج الكبير الراحل محمد العلاقي تأليفا واخراجا، وقد قدمتها مع فرقة السلام للمسرح والفنون، كانت هناك أربعة عروض رئيسية في هذا المهرجان، من الجزائر والعراق وتونس وليبيا، وكان عرضنا هو الأخير، وقد صعد مدير المهرجان على المسرح وقال: شكرا ليبيا اليوم ابتدأ المهرجان.

كانت لنا أيضا مشاركة بمهرجان (فرحات يامون) الدولي بمدينة جربة، أمّا المشاركة الأولى فكانت بالجزائر الشقيق بمدينة بجاية (المهرجان الجامعي النسوي) في دورته الرابعة بمشاركة فرق دولية وعربية، وقد أشاد مدير المهرجان ومنظموه بجدية عملنا، هذا الذي دفعنا للمشاركات التالية.

وحول عام 2015م الذي كان عاماً متميزاً بالنسبة للفاندي، وخاصة مع المسرح أكد أنه في نهاية هذا العام ومن خلال تنظيم مهرجان مسرحي في مسرح الكشاف شاركت في مسرحية (تحت الأقدام) للمخرج ابراهيم المرغني، ثم قدمت مسرحية (ليبيا) وكانت من تأليفي على المسرح الجامعي، وكانت المسرحية الثالثة هي مسرحية (الميت الحي).

وبالنسبة لي وخاصة مشاركتي في مهرجان البقعة المسرحي بالسودان أعتبر الفنان مفتاح الفقيه هو الأب الروحي لهذا النجاح الذي حصدته باسم بلدي الحبيب ليبيا، هذا ما يملؤني فخرا وفرحا.

ونحن نختم اللقاء سألت الفنان عبد الله الفاندي: في مسرحية "كاتب لم يكتب شيئا" وكما قال نقاد حضروا العرض المسرحي: إنك قدمت وبحرفية عالية ما أراد الكاتب قوله بين السطور، وهذا ما جعل النص والممثل يستحقان جائزة الترتيب الأول.

 ترى ما هو هذا الشيء؟

فقال باختصار: هي هموم العالمين (هؤلاء الناس) الذين يحلمون بالإنجاز على كل صعيد، ولكنّهم مكبلون.