أكدت مصادر ديبلوماسية عربية أن تنظيم كأس العالم بقطر في العام 2022 سيكون شبه مستحيل ما لم يغير نظام الدوحة من سياساته العدوانية نحو جيرانه وأشقائه ، وما لم يعمل على الخروج من النفق الذي وقع فيه بعد عرّض بلاده للمقاطعة من قبل الدول الداعية لمكافحة الإرهاب
وأضافت المصادر أن قطر طمأنت الإتحاد الدولي لكرة القدم بأنها ستعمل خلال الفترة القادمة على حل خلافاتها مع جيرانها الذين لن يكون بوسعها تنظيم كأس العالم وهم في قطيعة معها، حيث أن الدوحة لن تستطيع بوضعها الحالي توفير المناخ المناسب لإحتضان مئات الألاف من عشاق كرة القدم القادمين من ثقافات مختلفة لمتابعة مباريات المونديال
وتابعات أن قطر ، البلد الصغير على ضفاف الخليج ، ومهما توفرت له اإمكانيات المادية ، إلا أنه سيواجه مشاكل بالجملة في حالة إحتضانه لنهائيات كأس العالم ، وخاصة في ما يتعلق بالنقل والإقامة والترفيه
وتساءلت المصادر عما إذا كنت قطر ستنجح لوحدها في إستقبال وإعاشة جمهور كرة القدم ، مقارنة بروسيا التي إستقبلت ما يقارب 600 ألف مشجع أجنبي زاروها خلال شهري يونيو ويوليو، إضافة إلى أكثر من 4 ملايين سائح يزورونها في المعتاد في هذا الوقت من السنة، هذا إضافة إلى 700 ألف روسي تهافتوا أيضا لحضور المباريات.
وفي العام 2014 إستقبلت البرازيل أكثر من مليون سائح حضروا نهائيات كأس العالم ، وهو نفس الرقم تقريبا الذي إستقبلته جنوب إفريقيا في مونديال 2010
وكان مارتن كوبر رئيس قطاع العقارات بمؤسسة ديلويت العالمية حذر من أن قطر لن تتمكن من تأمين 60 ألف غرفة فندقية التي قالت الفيفا أنها ضرورية لتلبية الطلب على الحدث الرياضي الأهم في العالم،
وحتى بالاستناد إلى احتمال نجاح قطر بتحقيق نمو هائل بمعدلات بين 9 و12% سنويا حتى عام 2022، فإن قطر التي يتوفر فيها حاليا قرابة 22 ألف غرفة فندقية ستتمكن من توفير 42 ألف غرفة.
وتشير التقارير الحكومية القطرية الى إن عدد الفنادق في قطر يصل حاليا إلى أكثر من 115 فندقا، وتوفر أكثر من 20600 غرفة، مبرزة أنه مع انتهاء الفنادق الجديدة سيصل إجمالي عدد الغرف الفندقية في قطر من فئة 3 و4 و5 نجوم إلى قرابة 41700 غرفة، وهو رقم يبقى بعيدا عن متطلبات الفيفا ،
يضاف الى ذلك ، أن حكومة قطر كانت أعلنت أنها ستستثمر 200 مليار دولار في الأعمال التحضيرية ، والتي بدأت في 2013 ، وستبني "مدينة رياضية" ، على غرار حديقة أولمبية ضخمة في الأولمبياد، ولكن من بين الملاعب الثمانية ، تم بناء اثنين فقط بالفعل وسيتم تجديدهما وسيتم بناء الباقي بالكامل من الصفر.
ويبدو أن القطريين فكروا في العمل على تجاوز هذا الإشكال عبر التعاون مع نظام الملالي الذي يحاول القائمون عليه تلميع صورته ، حيث سبق أن أعلن رئيس الاتحاد الإيراني لكرة القدم، مهدي تاج، في زيسمبر الماضي ، أن الاتحاد سيوقّع قريبًا اتفاقًا مع نظيره القطري؛ لغرض السماح للحكومة القطرية بالاستفادة من جزيرة “كيش” الإيرانية المطلة على الخليج العربي في مونديال كأس العالم 2022.
وقال مهدي تاج إن “قطر طلبت منها الاستفادة من إمكانيات جزيرة كيش (جنوب إيران) المطلة على الخليج العربي في استضافة مونديال كأس العالم 2022” لافتا إلى أنه “من الممكن أن تقيم قطر بعض مباريات كأس العالم في جزيرة كيش، بعد قيام الدوحة بعملية استثمار في الجزيرة واستخدامها في مونديال كأس العالم”.
ويرى محللون سياسيون أن مثل هذا الإتفاق لن يتم ، في ظل العقوبات الدولية المفروضة على إيران ، بعد الفشل في حل قضية ملفها النووي ، وإتساع رقعة خلافاتها السياسية مع دول المنطقة والعالم
بسبب الحرارة الشديدة في المنطقة ، تم التفكير في نقل نهائيات كأس العام 2022 من شعري يونيو ويوليو الى شهري نوفمبر وديسمبر ، وهذا يعني إنه سيكون على أي منتخب وطني أن يجتمع في أكتوبر وسيضطر اللاعبون للراحة خلال شهر يناير ، الأمر الذي قد يتسبب في غياب بعضهم عن فرقهم الأصلية لمدة أربعة أشهر ، وهو ما سيحدث حالة من الفوضى على البطولات وخاصة في أوروبا مثل دوري الأبطال والاتحاد الأوروبي ، وعلى دوريات الإحتراف في دول مثل إسبانيا وألمانيا وإيطاليا وإنجلترا وفرنسا حيث تمثل كرة القدم صناعة مهمة الى جان إنها رياضة
الى ذلك ،ووفق مراقبين ، فإن الفيفا وإن كانت تحايلت على موضع الطقس والمناخ بالسعي الى نقل المونديال من موعده القار في شهري يونيو ويوليو ، الى نوفمبر وديسمبر ، إلا أنها ستصطدم بملف الحريات الشخصية في بلد خاضع في سياساته للجماعات المتشددة غير المؤمنة بالقيم الكونية لحقوق الإنسان ، والرافضة بكل قوة للثقافات الأخرى.