لم يعلم الدكتور هاشم الصعب أن وفاة والده بسبب سرطان القولون قبل ثماني سنوات، وهو على مقاعد الدراسة الجامعية، ستكون البداية للبحث عن علاج لهذا المرض الفتاك الذي غيّب والده عن الحياة؛ ليخوض تجارب عالمية، انتهت بعد كل هذه السنوات بحصوله على براءة اختراع دولية لعلاج الأورام السرطانية، تختلف تمامًا عن العلاجات المتاحة حاليًا في مستشفيات العالم، وبإمكانها أن تزيد من فرص الشفاء.

قال الدكتور هاشم بن عبيد الصعب، الأستاذ المساعد رئيس قسم الصيدلانيات والتكنولوجيا الصيدلية بكلية الصيدلة بجامعة الطائف بحسب صحيفة سبق قال: توفي والدي - رحمه الله - قبل 8 سنوات في عام 2011م بسبب مرضه بسرطان القولون، ولم نملك له إلا الدعاء فقط، ولم يكن بمقدور الأطباء وعقاقير السرطان أن تؤجل القدر. حينها كنت على مقاعد الدراسة في جامعة الطائف، وعلى وشك التخرج منها.

وأضاف: الخيارات الحالية لعلاج سرطان الكلى تتمثل في الجراحة بشكل رئيسي، والعلاج المناعي المكتشف حديثًا، وبعض الأدوية المستهدفة للسرطان، بجانب العلاج الإشعاعي، ولكنها جميعها تظل خيارات محدودة جدًّا؛ إذ تزداد نسبة مقاومتها بكثير من مرضى السرطان؛ وبالتالي فقدان فاعليتها؛ لذلك تم البحث وتصنيع تركيبة جديدة باستخدام تقنية النانو لإيجاد خيارات علاجية مهمة للأورام السرطانية كبيرة الحجم، التي يكثر فيها نقص الأكسجين، مثل سرطان الكلى.

وتابع: هذه التركيبة تُستخدم للتشخيص والعلاج؛ إذ تحتوي على تركيبة كيميائية مصنعة بطرق حديثة لاستهداف الخلايا السرطانية التي تحتوي على نقص الأكسجين بعكس الخلايا الطبيعية التي يكون فيها الأكسجين بشكل طبيعي، إضافة إلى وجود مادة فلوروسنتية، تساعد في عملية التشخيص وتفريق الخلية السرطانية عن غيرها.

وأشار الدكتور "الصعب" إلى أنه تم تسجيل براءة اختراع عالمية له لهذه التقنية، وتم تسجيلها في مركز براءات الاختراع الدولية بعدما حصل على براءة الاختراع الأمريكية.

وأوضح - بفضل من الله - حصلت هذه البراءة على 3 جوائز مهمة، وهي تعتبر من البراءات الواعدة؛ إذ إنها إضافة إلى تغطيتها أغلب دول العالم من ناحية التسويق فقد تم تجربتها على سرطان الكلى، وهي واعدة جدًّا، وجارٍ الانتهاء من التحقق النهائي منها قبل تجريبها على المرضى سريريًّا.

وأكد "الصعب" أن فكرة هذا الابتكار تتمحور باستخدام هذه التقنية الحيوية لتوصيل أدوية عدة في الوقت نفسه. لافتًا إلى أنه يعمل حاليًا بالتعاون مع جامعة وين ستيت ومعهد كرمانوس للسرطان التي حصل على درجة الدكتوراه منها؛ وذلك لتطوير هذه التقنية بما يجعلها ترتقي إلى أن تصل للأبحاث السريرية على مرضى السرطان.

مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يساعد هذا الابتكار كثيرًا في التشخيص والعلاج، وسيزيد من فرصة إجراء الأبحاث على مثل هذا النوع من الأورام، التي تهدف لإيجاد خيارات جديدة.