تجمّع عشرات آلاف الأشخاص أمس السبت في فلورنسا الإيطالية ضد حزب الرابطة اليميني المتطرّف في تظاهرة تندرج في إطار تحرّكات دعت إليها "حركة السردين" الشبابية.
وقد تحوّل سمك السردين إلى رمز للاعتراض على زعيم الحزب اليميني المتطرف ماتيو سالفيني الذي شغل منصب وزير الداخلية ونائب رئيس الوزراء في الحكومة الائتلافية السابقة مع حركة "خمس نجوم".
وشارك طلاب وشباب ومهنيون وعائلات مع أطفالها في المسيرة التي شجّع منظّموها المشاركين فيها على عدم رفع لافتات سياسية.
وتجّمع المتظاهرون في ساحة الجمهورية في المدينة وأنشدوا أغنية "بيلا تشاو" المناهضة للفاشية وهتفوا "لكل منضو في حركة السردين الحق في الوجود".
وقدّر المنظمون عدد المشاركين في تظاهرة فلورنسا بنحو 40 ألفا، أي بزيادة كبيرة مقارنة بتظاهرة أولى نظّمت قبل أسبوعين، قالوا إنها جمعت 15 ألفا.
ونظّمت الحركة الجديدة نحو عشر تظاهرات في شمال البلاد في الأسبوعين الماضيين.
وبدلا من رفع لافتات سياسية حزبية اكتفى المتظاهرون برفع لافتات بشكل سمك السردين.
وقال دانيو ماغلي وهو أحد المنظمين للحشد "لا ترفعوا لافتات لا نريد رموزا في هذا التجمّع الجميل".
وتابع "سئمنا الكراهية، نحن لا نتقاتل فيما بيننا".
وأسس أربعة نشطاء من مدينة بولونيا الشمالية "حركة السردين" في 14 تشرين الثاني/نوفمبر للاحتجاج على سياسات سالفيني.
وجاء تأسيس الحركة ردا على تنامي قوة التحالف اليميني الذي تقوده الرابطة في شمال البلاد.
وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي حققت الرابطة فوزا تاريخيا في انتخابات محلية في وسط أومبريا التي بقيت على مدى نصف قرن تحت سيطرة اليسار.
وعلى فيسبوك قال باولو رانزاني وهو مصور في الحركة "نعتبر أن الأفكار التي تنشرها الرابطة غير مقبولة".
وعلى صفحة "أرخبيل السردين" الخاصة بالحركة على فيسبوك قال أحد المناصرين "لكن السردين أقوياء ويمكن أن يتحولوا إلى موجة كبيرة، إلى تسونامي".
إلا أن حزب الرابطة يظهر قوة متزايدة مع كل استحقاق انتخابي.
ويسعى سالفيني جاهدا إلى انتزاع منطقة إيميليو رومانيا الواقعة في شمال شرق البلاد والتي تعتبر معقلا لليسار.
والانتخابات المحلية مقررة في 26 كانون الثاني/يناير، وتشير الاستطلاعات إلى أن منافسة شرسة بين مرشّحي الرابطة ويسار الوسط الحاكم في المنطقة.
وكان سالفيني قد أعلن أنه يريد السيطرة على المناطق الواحدة تلو الأخرى لنسف الائتلاف الحكومي الحالي بين حركة خمس نجوم وحزب الديموقراطي من يسار الوسط لفرض انتخابات مبكرة.