أظهر تحقيق أمني جزائري أن عشرات المسلحين من فصائل سلفية جهادية تخلوا عن السلاح في منطقة شمال مالي، في أعقاب العملية العسكرية التي شنتها فرنسا مطلع 2013، المسماة “سرفال”.

وأدى الضغط العسكري الفرنسي، في بداية العملية، إلى فرار عناصر من تنظيمي “التوحيد والجهاد” و”أنصار الدين”، وتسللهم إلى المدن في دول الساحل وصولا إلى الجزائر.

وكشف مصدر أمني أن العشرات من مسلحي تنظيمي “التوحيد والجهاد” في غرب إفريقيا و”أنصار الدين”، فروا من المعارك، وهو ما أدى إلى انهيار الجماعات الإرهابية، فيما أوضح التحقيق الأمني الذي رافق عملية إيقاف 13 مشتبها بالإرهاب، مؤخرا، عن تفاصيل تفكك وانهيار الكتائب المسلحة في “التوحيد والجهاد” و”أنصار الدين” التي كانت موجودة في شمال مالي، بعد الحملة الفرنسية.

وتبين أن المسلحين التحقوا بالحياة المدنية في مناطق عدة في شمال مالي والنيجر وأجزاء من الجنوب في الجزائر، حسب تحقيقات مصالح الأمن.

وقال مصدر أمني إن التحقيقات تتواصل في العديد من المناطق، من أجل الوصول إلى عناصر الفصائل والجماعات المسلحة التي كان تعدادها يقدر بأكثر من 3 آلاف عنصر قبيل العملية العسكرية الفرنسية، ثم انخفض إلى أقل من 1000 حاليا، عدد كبير منهم لجأ إلى جنوب ليبيا.

وجاء في تحقيق لمديرية الاستعلامات والأمن ومديرية أمن الجيش، أن القوة الرئيسية للجماعات والفصائل السلفية التي واجهت القوات الفرنسية تعرضت للتفكك، وكشف التحقيق أن عددا كبيرا من مسلحي كتائب “التوحيد والجهاد” و”أنصار الدين” فروا قبل وأثناء المواجهة وتحولوا إلى مدنيين.

وذكرت تحقيقات الـ”دي أر أس” أن تنظيم “التوحيد والجهاد” الذي غير اسمه إلى “المرابطون”، وأعلن عدد من قياداته مبايعة الدولة الإسلامية، فقد القدرة على السيطرة على كتائبه القتالية في شمال مالي، وجاء هذا إثر اعترافات 13 متهما بالانتماء للتنظيم في غرفة التحقيق الرابعة بالقطب الجزائي المتخصص في مكافحة الإرهاب بورڤلة.

وقال المتهمون، أثناء استجوابهم، إنهم فروا جميعا من معسكر تابع لتنظيم “التوحيد والجهاد”، في منطقة ميناكا شمالي مالي.

وكشف مصدر قضائي، حسب يومية الخبر، أن الموقوفين هربوا بعد أن تخلوا عن السلاح جميعا ثم دخلوا إلى الجزائر، بعد أن وجدوا سبيلا للإفلات من سيطرة أمراء “التوحيد والجهاد”.

وأضاف أن 2 من الـ13 متهما عاودا الاتصال بقيادة تنظيم “التوحيد والجهاد” في غرب إفريقيا. وبدأ التحقيق في القضية إثر استجواب مشتبه به، اعتقله فرع مديرية الاستعلامات والأمن في ولاية تمنراست.

وكشف المشتبه به عن هوية عدد من أعضاء “التوحيد والجهاد” الفارين من معسكر ميناكا الموجود في مكان صحراوي.

وأكد الموقوفون أنهم فروا من صفوف التوحيد في ربيع عام 2013، أي بعد انطلاق الحملة العسكرية الفرنسية في شمال مالي.

وكشفت التحقيقات أن المشتبه فيهم الـ13 يقيمون في تمنراست وغرداية والأغواط وعين أمناس وتلمسان، من بينهم 3 أشقاء، وقد تخلوا عن العمل السلاح دون أن يباشروا تسوية وضعياتهم، وهو ما جعلهم في نظر القانون إرهابيين.