أكد العقيد المتقاعد بالحرس الوطني التونسي أن العملية الإرهابية التي استهدفت دورية أمنية بجهة بولعابة من محافظة القصرين وسط غرب البلاد فجر اليوم الأربعاء مما أسفر عن سقوط أربعة أمنيين هي عملية جبانة و ردة فعل على النجاحات الأمنية النوعية المسجلة مؤخرا في تفكيك الخلايا الإرهابية و القضاء على العديد من عناصرها. و أضاف أنه وفقا لما سبق ذكره فإن عملية بولعابة منتظرة و متوقعة مؤكدا أن الجماعات الإرهابية تعيش خلافات و هزات بين صفوفها بعد أن تم إضعافها و شلها من طرف القوات المسلحة التونسية وفق تعبيره.

و تابع علي الزرمديني في اتصال مع "بوابة إفريقيا الإخبارية" اليوم الأربعاء 18 فبراير 2015 أن العمليات الإرهابية ستتواصل طالما بقي إرهابي واحد على وجه الأرض موضحا أن الإرهاب في تونس مرتبط بوضع جيوسياسي اقليمي و دولي مبينا في الأثناء أن تونس تتموقع في بؤرة نزاع دولي فرضت عليها فرضا. و أعقب أن التونسيين مطالبون بمقاومة الإرهاب و أن هذه المقاومة ترتكز على أسس الإرادة الشعبية و الوحدة الوطنية و تماسك الدولة إضافة إلى توفر الإرادة السياسية للتصدي لهذه الآفة على حد قوله.

و اعتبر محدثنا أن ما خلفته حكومة الترويكا من أخطاء تتمثل في إبعاد و إقصاء الكفاءات الأمنية العالية و عدم تفعيل قانون الإرهاب هو سبب تغلغل الإرهاب في البلاد متسائلا: "كيف يجرأ هؤلاء على إيقاف العمل بقانون مكافحة الإرهاب دون سن قانون آخر يعوضه في الغرض؟ مشددا على أن عدم المصادقة على قانون مكافحة الإرهاب في عهد الترويكا هو خطأ استراتيجي كارثي يمس بقيم الجمهورية التونسية مبينا أن تفعيل هذا القانون كان سيجنب تونس حدوث عمليات إرهابية و سيقلل الخسائر البشرية و المادية بل قد يحول دون حدوثها تماما.

و أشار العقيد الأمني إلى أن نجاح المؤسسة الأمنية في تفكيك عدة خلايا إرهابية لا يحجب في المقابل وجود أخطاء تكتيكية صلب المنظومة الأمنية مبينا أن عمليات الشعانبي و نبر و بولعابة وغيرها كانت نتيجة أخطاء أمنية تكتيكية و تقنية في التأطير و التمركز خاصة بالمناطق الساخنة أو ما يسمى ب"خطوط النار" مشددا على أن هذه المناطق تتطلب إجراءات أمنية استثنائية سواء على المستوى البشري أو اللوجيستي أو المادي و غيرها.

و طالب الزرمديني متساكني سفوح المرتفعات التونسية بأن يكونوا درعا لتونس لأن الجماعات الإرهابية تخطط إلى إخلاء هذه المناطق بهدف السيطرة عليها لاحقا، منهيا كلامه بأن الإرهاب يعيش بين التونسيين و لكنه لن يكبل حياتهم اليومية على حد تعبيره.