لعل أبرز ما ظل تنادي به بعض الأطراف بالجزائر إلعاء ما يسمى ب"الشرعية الثورية" والتي كانت ومنذ استقلال البلاد عام 1962 وحتى الآن منطلق الكثيرين للحصول على الامتيازات والمناصب العليا من منطلق ما قدمه آباء أصحاب هذا الامتياز -الشهداء- من النفس والنفيس من أجل استقلال البلاد ومنه يرى منتقدو هذا المبدأ أن استقلال البلاد ساهم فيه الجميع كل من موقعه وعلى النقيض ظل أصحابه متشبثين به وإن خلت في جعبتهم الكفاءات والشهادات المطلوبة. ويعد "على فوزي رباعين" أحد أبناء شهداء الجزائر كغيره من سياسيين كثيرين لكنه كان المبادر بإنشاء جمعية وطنية تضم أبناء الشهداء التي ناضلت من أجل حقوقهم ومنه كان بابه إلى عالم السياسة التي برز فيها إلى الوجود وقت إقرار التعددية الحزبية بعد دستور عام 1990.

 

"على رباعين" المولد والنضال.

 

ولد "على فوزي رباعين"  في ال24 يناير 1955 بالجزائر العاصمة من أبن استشهد عامين بعد مولده وأم هي الأخرى كانت منخرطة في صفوف المجاهدين. بعد استقلال البلاد اعتقل وسجن ابتداءً من ال23 سبتمبر عام 1983 وإلى غاية ال4 نوفمبر عام 1984 بتهمة المس بأمن الدولة وبعد خروجه من السجن كون "رباعين" تنظيما يعنى بحقوق أبناء الشهداء تحت باسم "جمعية أبناء وبنات شهداء ولاية الجزائر" في فيفري عام 1985 وفي ذات العام كان أيضاً عضوا مؤسساً لأول رابطة جزائرية لحقوق الإنسان التي تأسست في شهر جوان و هو الأمر الذي أرجعه إلى خلف القضبان سجينا بتهمة المساس بأمن الدولة وتكوين منظمات غير مرخصة وحكم عليه ب13 عاما لكن استفاد من العفو الرئاسي في ال26 افريل 1987 . عاد ليؤسس الجنة الجزائرية لمناهضة التعذيب التي تأسست في أكتوبر 1988 في أعقاب الأحداث الكبيرة التي عرفتها البلاد وما تلاها من رد السلطة عليها واتهام البعض لأجهزة الدولة بممارسة عمليات التعذيب ضدهم، كما شغل منصب الأمين العام للجمعية الوطنية الجزائرية "حكم" وهي جمعية حقوقية نادت أيضا بالحقوق المدنية والدستورية للمواطن، قبل أن يعلن عن تأسيس حزبه "عهد 54" وفاءا منه كما قال لشهدا الثورة والبلاد.

 

 

 

 

 

 

 

انتخابات 2004 باب دخول صراع الرئاسيات

 

ترشح رباعين في الانتخابات الرئاسية عام 2004  لكنه لم يحصل إلا على 0.63% من أصوات الناخبين وهي أقل نسبة سجلت من بين المترشحين وعاد ليترشح في انتخابات عام 2009 وانسحب مع المترشحين الخمسة الآخرين احتجاجا على ما وصفوه بعد حياد الإدارة قبل ثمانية وأربعين ساعة من بداية الاقتراع الذي فاز به الرئيس "بوتفليقة" لعهدة ثالثة وبفارق كبير عن منافسيه.

و أعلن رئيس حزب "عهد 54" ترشحه مجددا للانتخابات الرئاسية المقررة في ال17 أفريل المقبل مؤكدا أن الجزائر لديها "قدرات وكفاءات لضمان نزاهة وشفافية هذا الاستحقاق". وقال إن برنامجه كالعادة يتعلق أساسا بتعزيز استقلالية العدالة وبناء مجتمع مدني قوي ليكون سلطة مضادة وكذا إعادة النظر في سير المجالس الوطنية والمحلية المنتخبة. وانتقد "رباعين مؤخرا كل المحاولات التي تصب في صالح الرئيس الحالي بما فيها التعديل الدستوري الذي عول عليه جناح في النظام لتمديد حكم الرئيس قدر المستطاع حتى ولو لم تسمح حالته الصحية بذلك.

 

 

 

 

 

 

 

 

"رباعين" قوة الدفع بهدوء

 

الذي يعرف شخص "على فوزي رباعين" يعرف فيه ذلك الرجل الذي يحب التغيير بهدوء والتقدم بثبات وبعيدا عن الصراعات المكشوفة وقد راوغ التقلبات السياسية بالبلاد واحتفظ بتماسك حزبه و أعضائه ومؤيديه رغم مرور الوقت وهو ما لم يتأتى لأحزاب آخري صهرها الزمن وقتلتها الظروف. و حتى وإن لم تكن نتائجه في الانتخابات الرئاسية الماضية كبيرة إلا أنه يعرف (في ما يكرره أمام وسائل الإعلام أن النتائج غير شفافة وهو يستحق أكثر من ذلك بكثير) وقت التغيير له موعد بالتأكيد معه وفيمن يثق بما يصبوا إليه.  

ويكرر الحزب ورئيسه الاتكال على عنصر الشباب في التغيرفالبرنامج السياسي لحزب عهد 54 الذي دخل به معترك الحملة الانتخابية التي سبقت تشريعيات 2012 قام على إصلاح النظام الاقتصادي والاجتماعي والتوزيع العادل لثروات البلاد من أجل تشييد دولة القانون والذي لا يتسنى وفقا للبرنامج إلا بتعديل الدستور وإصلاح المنظومة القضائية وإصلاح النظام الجبائي و نظام ضبط المنافسة والأسعار و على ضرورة تكريس لامركزية السلطة الاقتصادية والاجتماعية.