كشفت مصادر لـجريدة «البيان» الإماراتية عن تحضيرات لعملية عسكرية في جنوب ليبيا لمطاردة الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة، فيما نشرت تونس «منظومة دفاعية جديدة» على طول الحدود مع ليبيا تحسباً للعمليات العسكرية المتوقعة في الجنوب الليبي.
وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية العميد توفيق رحموني، أكد أن الوحدات العسكرية والأمنية المنتشرة في الجنوب الشرقي قرب الحدود الليبية وضعت في حالة «يقظة» نظراً إلى التطورات التي تشهدها ليبيا، معلناً عن «نشر منظومة دفاعية جديدة» على طول الشريط الحدودي، دون أن يقدم المزيد من التفاصيل حول نوعية هذه المنظومة مكتفياً بالقول إن الأوضاع في ليبيا «غير مستقرة».
وجاء القرار التونسي بعد الحديث عن انقلاب عسكري في ليبيا بقيادة آمر القوات البرية والبحرية السابق اللواء خليفة حفتر، والذي تم نفي حصوله. وكان الرئيس التونسي منصف المرزوقي أجرى اتصالات هاتفية برئيس المؤتمر الوطني العام نوري بوسهمين ورئيس الحكومة علي زيدان للتعبير عن دعم تونس لما سمّاها الشرعية في مواجهة أي مشروع انقلابي، على حد تعبيره.
غير أن معلومات حصلت عليها «البيان»، ونشرتها في عددها لليوم الخميس تؤكد أن هناك دوافع أخرى غير محاولة الانقلاب في ليبيا، وراء قرار الحكومة التونسية بحشد قواتها ونشر منظومة دفاعية جديدة على حدودها مع ليبيا، تضاف إلى المنطقة الحدودية العسكرية العازلة في منطقة المثلث الحدودي التونسية الليبية الجزائرية.
وقالت مصادر مطلعة لـ«البيان»: إن الأيام المقبلة مرشحة لأن تشهد عملية عسكرية في منطقة الجنوب الليبي لمطاردة الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة وبعد الجماعات المتشددة الأخرى التي تتخذ من الصحراء الجنوبية الليبية مأوى لها، بعد فرارها من شمال مالي وجنوب الجزائر.
وأضافت المصادر، أن مشروع العملية العسكرية كان في مقدمة الملفات التي طرحها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال اجتماعهما الأسبوع الماضي في البيت الأبيض، مؤكدة أن هولاند كان مصحوباً خلال زيارته إلى واشنطن بفريق من قيادات المخابرات التي تهتم بالوضع في منطقة الصحراء الكبرى وتتابع عن كثب تحول الجنوب الليبي إلى ساحة تتمركز فيها الجماعات المسلحة.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن دول الساحل والصحراء وخاصة المجاورة لليبيا، ومنها تشاد ومالي والنيجر دعت الحكومة الفرنسية إلى ضرورة البحث عن حل عاجل لقضية الخطر المحدق بها بعد تغلغل كتائب مسلحة بأسلحة حديثة ويصل عددها إلى 27 كتيبة في جنوب ليبيا.
كما تروج أخبار عن امتلاك هذه الجماعات لكميات مهمة من غاز السارين، تم سحبها من مخازن النظام الليبي السابق.