كشفت مصادر أمنية لصحيفة “العرب” أن ما يسمى بتنظيم ولاية الصعيد التابع لتنظيم داعش، مسؤول عن الحادث الإرهابي الذي وقع أمس الأربعاء، قرب معبد الكرنك بمدينة الأقصر في صعيد مصر.

وأشارت المصادر إلى أن عددا من متبني فكر داعش أسسوا ولاية جديدة خاضعة للتنظيم، على غرار ولاية سيناء، أسموها ولاية الصعيد، مرجحة أن تتصاعد موجة العمليات الإرهابية خلال الفترة القادمة في أماكن متفرقة من صعيد مصر.

وكان تنظيم داعش، فرع ولاية سيناء، أعلن مطلع مايو الماضي على حسابه الرسمي على موقع “تويتر” عن اقتراب تأسيس فرع جديد للتنظيم في محافظات صعيد مصر.

وقال أبوسفيان المصري، أحد قيادات التنظيم “قريبا الإعلان عن ولاية الصعيد”.

وكان انتحاري فجر نفسه صباح أمس قرب معبد الكرنك في مدينة الأقصر، ما أسفر عن إصابة أربعة مواطنين، بينهم رجل شرطة ولم ترد أنباء عن إصابة سياح في الحادث، حسب بيان لوزارة الصحة المصرية.

ومعبد الكرنك من أبرز المعالم السياحية في مصر، إذ يتردد عليه مئات الآلاف من السائحين سنويا من دول مختلفة.

ويعد هذا أول هجوم يستهدف مقصدا سياحيا عالميا في الأقصر، منذ نوفمبر 1997 عندما وقعت ما أطلق عليه مذبحة الأقصر، حيث لقي 58 سائحا في معبد حتشبسوت بالدير البحري في القصر مصرعهم على أيدي عناصر تنتمي للجماعة الإسلامية، بعد أن تنكر 6 مسلحين في زي رجال شرطة، وهاجموا مرتادي المعبد بالأسلحة النارية والسكاكين، وكان معظم الضحايا من سويسرا واليابان.

ولم يستبعد خبراء في الحركات الجهادية، أن يكون استهداف المنشآت السياحية والمعابد الأثرية، بداية لما يوصف بموجة جديدة من العمليات الإرهابية الساعية لضرب السياحة، للإضرار بالاقتصاد المصري.

وأشار الخبراء إلى أن استهداف معبد الكرنك بالتزامن مع الهجوم الذي شنته عناصر تابعة لما يسمى بـ “ولاية سيناء” على مطار الجورة الذي تستخدمه قوات حفظ السلام الدولية في شمال سيناء، محاولة من التنظيم للتأكيد على حضوره، رغم العمليات العسكرية التي استهدفته خلال الشهور الماضية، وتوصيل رسالة للجهات الأجنبية العاملة في البلاد مفادها أن “مصر غير آمنة”.

وكان مسلحون قد استهدفوا أحد المطارات التي تستخدمها قوات حفظ السلام في سيناء بصواريخ فجر أمس (الأربعاء) دون وقوع خسائر بشرية أو أضرار في القوات الدولية أو الشرطة المصرية.

وأعلنت جماعة “ولاية سيناء”، مسؤوليتها عن الهجوم من خلال حسابات على تويتر.

وحذر ناجح إبراهيم الخبير في شؤون الحركات الإسلامية من حدوث عمليات إرهابية خلال الفترة المقبلة، تستهدف الأماكن السياحية، مثل الأهرامات وأبوالهول في الجيزة (غرب) والمعابد الأثرية بالصعيد.

وقال إبراهيم إن ولاية الصعيد (المزعومة) تعتبر أخطر من ولاية سيناء، لأن تفجير الأقصر “مجرد بداية من المتوقع أن تتلوها هجمات أخطر في ظل انتشار الفكر الجهادي والإخواني بصعيد مصر”.

وأشار الخبير في الحركات الجهادية إلى أن كل الكنائس التي حرقت بعد فض اعتصام رابعة في أغسطس 2013 كانت في الصعيد، وخطورة هذه المنطقة (الصعيد) في سهولة الدخول إليها، وضعف القبضة الأمنية نسبيا، وسط ترامي مساحات محافظاته وسهولة الوصول إلى المناطق الجبلية الوعرة.

وكشف أن تنظيم أنصار الشريعة ينشط بكثافة في محافظات بني سويف والفيوم بشمال الصعيد، كما تتنافس معهم داعش، التي تملك وجودا لافتا في كل من محافظتي قنا والأقصر، ما ينذر بمزيد من الهجمات الإرهابية في الصعيد، الأمر الذي يتطلب يقظة أمنية كبيرة.

وأضاف ماهر فرغلي الباحث في الحركات الجهادية أن حادث الكرنك محاولة من داعش لنقل المعركة لموطن جديد، في ظل التضييق الأمني الشديد في سيناء.

وأوضح لـ“العرب” أن التنظيم المتطرف سعى من خلال هذه العملية إلى إرسال رسالة لقيادات داعش في سوريا والعراق أنهم مازالوا قادرين على إثارة الفوضى بمصر، في محاولة منهم للحفاظ على مصادر التمويل الخارجية.

من جهته رأى طارق أبوالسعد القيادي السابق بالإخوان أن الجمعية السرية داخل تنظيم جماعة الإخوان هي من تقف خلف عن كل العمليات الإرهابية التي تشهدها مصر، مضيفا أن بها عناصر تقوم بالتنسيق مع الجماعات التكفيرية، أملا في إسقاط الدولة المصرية.