لا يزال مفتي الإرهاب الصادق الغرياني يفاجئ الليبيين بموافقه المثيرة للجدل، وآخرها دفاعه عن تنظيم داعش الإرهابي في مدينة صبراتة، وزعمه على شاشة «التناصح» الفضائية الإرهابية أن التفجير الانتحاري المزدوج الذي نفذته عناصر من تنظيم داعش الإرهابي الأربعاء الماضي أمام مجمع المحاكم في مدينة مصراتة الساحلية يمكن أن يكون انتقاما من الله نتيجة الظلم الذي تعرض له المتشددون من أفراد الجماعات الإرهابية بالقتل أو السجن، وفق تعبيره.
وعبّر الغرياني عن رفضه لمعركة تحرير مدينة صبراتة من عناصر داعش، والتي انتهت بتحرير المدينة بالإعلان عن القضاء على فلول التنظيم الإرهابي في المدينة من قبل الجيش الوطني والقوات المساندة له.
وعن التفجير الإرهابي في مدينة مصراتة، قال مفتي الجماعات الإرهابية: «أخشى أن يكون انتقاما من الله عز وجل وغضبا علينا، لأن مكتب النائب العام في طرابلس لديه آلاف القضايا التي يتجاهلها ويقوم بالانتقاء فيحقق في قضايا ويهمل أخرى، وأهلها مظلومون بالآلاف يقبعون في السجون فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومنهم من اغتيل، يشكون للنائب العام ولكنه يتجاهل هذا ولم نسمعه يوما خرج في أي قضية من القضايا التي ظُلم فيها الثوار أو العلماء أو طلاب العلم أو الأبرياء وفصل لنا ربع عشر هذا التفصيل الذي قام به الأسبوع الماضي».
معربا عن استيائه من الإعلان عن أسماء وهويات العناصر الإرهابية الموقوفة لدى الجهات الأمنية والقضائية في ليبيا، وقال « كان من الأفضل تسليمها لبلدانها في إطار عمل استخباراتي دون الكشف عنها لوسائل الإعلام ».
وكان الغرياني قد عرف بمواقفه المتضاربة والتي يتراوح فيها بين التعاطف مع تنظيم القاعدة وتنظيم داعش، حسب المعطيات الظرفية للأحداث.
ففي مايو 2016 وصف الصادق الغرياني في برنامجه "الإسلام و الحياة" الذى يبث على قناة التناصح بأن المعركة في ليبيا الان بين فريقين فقط لا ثالث لهما وهما معسكر “الثورة” واعداؤها.
وناشد الغرياني من وصفهم بـ“الثوار” الا يتجاوزوا منطقة أبو قرين شرقاً باتجاه سرت قائلا: "عليهم البقاء في أبو قرين كي لا تبتلعهم الصحراء” مطالباً بجعل منطقة أبو قرين سداً منيعاً لهم لأن معركة سرت ليست معركتهم لأن المعركة الأساسية في بنغازي بحسب قوله. في إشارة الى ميلشيات البنيان المرصوص.
وقال الغرياني بأن الفريق حفتر لو سيطر على مدينة بنغازي ستكون وجهته القادمة مدينة مصراتة مضيفاً بأن حفتر يمطر أهل بنغازي بالبراميل المتفجرة والمجتمع الدولي يغض الطرف ويتباكى على حقوق المرأة.
واختتم مفتي الارهاب حديثه بالقول أن الفريق خليفة حفتر وتنظيم الدولة الاسلامية “داعش” جسم واحد معتبراً أن هذا الامر قد بات في غاية الوضوح.
وبعد الإعلان عن تحرير مدينة سرت من تنظيم داعش في ديسمبر 2016 أكد الغرياني أنه كان حريصاً على “ثوار” سرت كل الحرص إلا أن تسرعهم جعلهم يدفعون الثمن باهضاً بعد أن سقط منهم أكثر من 800 “شهيد” و3500 بين جريح ومبتور مبيناً بأن المعركة الحقيقة “للثوار” الحقيقين والمجاهدين يجب أن تكون في مدينة بنغازي وبأن عليهم أن لا يملوا من جهود تخليص أهل المدينة من الفئة المجرمة الظالمة التي لا تريد شرع الله والراغبة بإرجاع عصر القذافي والأمن الداخلي.
وحذر الغرياني من وجود ما وصفها بكتائب مسلحة في العاصمة طرابلس تتلقى التعليمات من “حفتر ومن معه من الأمن الداخلي” والسلفية وأزلام النظام السابق والجماعات الأخرى التي أشترتها الأمم المتحدة ولجان الترتيبات الأمنية لاتفاق الصخيرات سعياً من هذه الكتائب ومن يرسل لها التعليمات لإعادة نظام القذافي في أبشع صوره في صوره المتمثلة “بحفتر” والانتقام من أهل ليبيا لمعادتهم نظام القذافي لسنوات طويلة منبهاً إلى مخاطر توعد “حفتر” لأكثر من مرة بالقدوم إلى العاصمة وما قد يسهم فيه هذا التوعد من تكرار لمسلسل المناوشات بين الكتائب المسلحة التي أظهرت سوء خلق عناصرها عبر نهبها للشقق والمنازل وتدميرها.
وأشار الغرياني إلى وجود معسكرين في ليبيا أولهما يتخندق فيه أعوان النظام السابق ومعهم من وصفه “بحفتر وأعوانه” والسلفية وبعض الكتائب الموجودة في طرابلس وغيرها من التي تقف معهم بطريقة غير مباشرة لأنها لا تحارب الإرهاب بشكل فعلي وتتعامل بكلمة الإرهاب كما يستعملها “حفتر” بشكل خاطئ لتدمير مدينة بنغازي فيما أسهم في تضييع وقتل الحفاظ القراء والعلماء وأهل المساجد وبعد أن أصبحت تهمة الإرهاب يتم إلصاقها بالكتائب في طرابلس للتخلص من بعضها البعض ومعسكر ثان يمثل الصابرين وأهل الحق والمجاهدين الذين انتصروا في سرت وغيرها من المعارك شد الغرياني على أياديهم لأن العاقبة لهم لأنهم الأعلون أن كانوا مؤمنين.