يدخل يوم غدٍ الأربعاء الثامن والعشرين من شهر نوفمبر أول أيام فصل الشتاء والتي ستستمر لمدة ثلاثة أشهر كبقية فصول السنة.
الليبيون كغيرهم من بقية البلدان العربية لديهم طقوس خاصة ونكهة يتلذذ بها البعض ولايحبها البعض الأخر لأن هناك من يفضل فصل الصيف عن الشتاء ورغم إننا من الجيل الحالي الذي لم يسمي اي ليلة من ذلك الشتاء واكتفى بما يسمع من روايات الوالدين والاجداد عن تلك المسميات
في هذا الموضوع رأيت أن اقتبس بعض من تلك المسميات من بعض المختصين الذين نشروا ابحاثهم عنها في مواقع عدة فلهم منا كل التقدير عن تلك المجهودات ونستسمحهم عذرا على هذا الأقتباس.
(مسميات ليبية وبعضها عربية لأيام فصل الشتاء)
يقول بعض المختصين والباحثين أن أربعينية الشتاء أشد أيام الشتاء برودة ومن إسمها سنعرف أن مدتها 40 يوماً وقسمها أجدادنا قديماً إلى مسميات مختلفة حيث تبدأ يوم 25 ديسمبر من كل عام وتنتهي فى اليوم الثانى من شهر فبراير وتتميز هذه الليالي ببرودتها الشديدة نهاراً ومساءً، واستمرار هطول أمطارها إن أمطرت، وتشكل الندى فجراً، وخروج البخار من الفم، وسقوط أوراق الشجر وتنقسم إلى.. الليالي البيض مدتها 20 يوماً يشتد فيها البرد وتكثر فيها العواصف «وتحس فيها بدخول فصل الشتاء الذي يباغتك برده في العظام
وتنقسم هذه الليالي إلى  الكوالح مدتها 10 ايام وتبدأ صباح يوم 25/ 12 وتنتهى يوم 3 / 1.. الطوالح مدتها 10 ايام وتبدأ من صباح يوم 4 / 1 وتنتهى مساء يوم 13 / 1..
الليالي السود عافانا الله وإياكم من الأيام السود وقد سميت بهذا الاسم نظراً لأنها عادة ما تكون ليالي جامدة شديدة البرودة يقترب فيها الناس من مواقد النار وأجهزة التدفئة، وبالرغم من قوة الاسم إلا أن الناس تفائلوا بها خيراً ويردد كبار السن مطلع هذه الليالي (الليالي السود ايفتح فيها كل عود  حيث تأخذ كل المزروعات أشكالها وتبرز ورودها وزهورها خلال هذه الفترة لكي تواصل نموها بقية فصل الشتاء وتنقسم إلى :
الموالح ومدتها 10 ايام وتبدأ صباح يوم 14 / 1 وتنتهى مساء يوم 23 / 1.. الصوالح ومدتها 10 ايام وتبدأ صباح يوم 24 / 1 وتنتهى مساء يوم 2 / 2
وبذلك يكون مجموع ليالي الشتاء البارده 40 ليلة، تليها عشر ليال يتقلب فيها الطقس فعادة تكون دافئة وعادة تكون باردة وتعرف هذه الليالي بإسم ” العزازة “، ثم تتبعها ثلاث ليال شديدة البرودة تبدأ صباح يوم 12 / 2 وتنتهي مساء يوم 14 / 2 وتعرف بإسم قرة العنز.
(شتاء منطقة فزان صاقعات النهار دافيات الليل)
فصل الشتاء ثلاثة اشهر .. 90 يوما .. كما بقية فصول السنة .. يبدأ يوم 28 نوفمبر من كل عام ، وينتهي يوم 27 فبراير .. وفي ذاكرة اهل فزان ينقسم إلى ثلاثة اقسام :
- القسم الأول : قبل الليالي .. ومدتها ( 25 يوم ) .... تمتاز بطقس معتدل نهارا .. يميل إلى البرودة ليلا .
- القسم الثاني : الليالي .. ومدتها ( 40 يوم ) .. وتعد ذروة الصقيع خلال الفصل .. تبدأ بتاريخ 23 ديسمبر وتنتهي يوم 31 يناير ... وتنقسم إلى قسمين ... العشرون الأولى منها .. تسمى بالليالي البيض .. وهي شديدة البرودة نهارا ، واخف منها ليلا .. وفي الموروث الشعبي يقال عنها : (صاقعات النهار ودافيات الليل) .. يليها العشرون المسماة بالليالي السود أو الليالي السعود ... يشتد خلالها الصقيع ليلا .. واقل حده نهارا .. (صاقعات الليل ودافيات النهار) .
- القسم الثالث : ما بعد الليالي .. ومدتها (25 يوم ) .. تبدأ من يوم 1 فبراير وتنتهي يوم 26 من نفس الشهر .. ويكون الطقس خلال هذه الفترة معتدلا نهارا يميل إلى البرودة ليلا .. فيما لا يعد يوم 27 فبراير ضمن هذا القسم .
يتخلل القسم الاخير ما يسمى ( قرة العنز ) ... وهي ايام محدودة شديدة الصقيع .. تتراوح ما بين 3 إلى 7 أيام .. موعدها غير ثابت ، كما فترة بقائها .. وفي العموم .. مع افول زمن القسم الاخير من الفصل .. يتبدد الصقيع ويعم الدفء ، لكنه ليس ارهاصة تبدل نهائي للطقس والمناخ ، ذلك ان " قرة العنز " تعد الاشد صقيعا وان قصرت مدتها .. وتشكل تلك الموجة الباردة الخاطفة خطرا على الحيوانات ، وكثيرا ما ينفق الماعز بوجه خاص لكونه حيوان نحيف يتأثر كثيرا بتطرف المناخ .. لذا تعارف الفلاحون ومربو الماشية على تسميته الفترة " قرة العنز " .. القاتلة لقطعان الماعز .. وفي الخرافة .. يقال الماعز يخشى فصل الشتاء .. وان معزاة خرجت تثغو وتمرح ساخرة من فصل الشتاء بعد خروجه ، وانها لم تنفق هي ولا صغارها .. فغضب الشتاء واستلف يوم من كل فصل .. يوم من الربيع .. ويوم من الخريف .. ويوم من الصيف .. ليعود خلال ثلاثة ايام قاسية ردا لاعتباره وانتقاما من المعزة الساخرة . وأتذكر ان جدي رحمه الله كان يكسو العنز الهزيلة من غنمه بغطاء (بطانية) بالية يقوم بخياطتها فوق جسدها خوفا عليها من الموت بردا.