تصاعدت موجه الغضب الشعبي في تركيا من سياسات نظامها الحاكم وانضمت أحزاب المعارضة الكبرى إلى صيحة الاحتجاجات الشعبية في داخل وخارج تركيا التي بدأت قبل أسبوعين، مطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة وذلك تزامنا مع احتفالات "عيد الجمهورية " هذه الأيام.
وشكلت منظمات حقوق الإنسان ورعاية اللاجئين والكرامة الإنسانية في مدينة ميونخ الألمانية، وقفة احتجاجية أمس الأحد، بسبب وفاة ضابط تركي سابق جراء تعذيبه من قبل الشرطة التركية في معتقل كوموش خانة التركي لأيام متواصلة لإجباره على الاعتراف بانضمامه لحركة عبد الله جولن المعارضة.
وقد أصدرت المنظمات التركية بيانًا رسميًا بأنها تريد العدالة والحرية لجميع السجناء السياسيين في تركيا، وأن يتخذ القانون مجراه في تلك القضايا، معلنين مدى استبداد الجمهورية التركية لحقوق الإنسان.
وأردف البيان أن هناك أكثر من 100 شخص مصاب بأمراض خطيرة في سجون أردوغان، منذ عام 2016 أي بعد محاولة انقلاب 15 يوليو، حيث تم تصنيف العديد من المواطنين بأنهم تابعون لحركة فتح الله جولن.
وأكدوا أن حكومة حزب العدالة والتنمية أهدرت تدريجياً سيادة القانون، موضحين أن تركيا تشهد بُعدًا جديدًا لانتهاكات حقوق الإنسان مع مرور كل يوم ، فالمحاكم لا تحكم بالعدل بل تحكم بأمر أردوغان، و الدولة التركية تديرها عصابة فساد بقيادة عصابات أخرى تتمتع بالإفلات من العقاب.
توازيا مع ذلك، جدد زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، دعوته للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة استجابة لمطالب قوى المعارضة التي ترى أن الانتخابات المبكرة باتت مطلب معبر عن رغبة الأمة التركية التي سحقتها الظروف الاقتصادية المتردية الحالية.
ونقلت وسائل إعلامية محلية في تركيا عن كليتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري حديثه لأردوغان: «إذا كنت لا تخاف من أن تعزلك الأمة ، وإذا كنت لا تخشى صندوق الاقتراع، فلماذا لا توافق على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة"، مؤكدا أن تركيا تمر بأوقات عصيبة، ودعا الأتراك لعدم الخوف، قائلًا "الشعب التركي استطاع أن يعيد الديموقراطية للبلاد قبل 97 عامًا، ويستطيع تجاوز الأزمات الحالية بالانتخابات المبكرة".
كان رئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو، قد هاجم الرئيس التركي، في وقت سابق، واتهمه بتدمير شرف الأمة ، بسبب سياساته التي تسببت في ارتفاع معدلات الفقر، وتحكم أقاربه بالسلطة، وطالبه بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، قائلا: "إذا أصبح مواطنونا فقراء، وإذا استشرى الفساد وتعمق في الداخل، وفي الخارج أهينت تركيا وتدمر شرف الأمة، فسوف نستمر في المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة كل يوم".
ودوليا، قال وزير الشؤون الأوروبية الألماني، مايكل روث "الحكومة الاتحادية الألمانية تطالب الحكومة التركية بوضع حد لجميع أنواع التعذيب والممارسات اللإنسانية التي أعربت عنها اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب"، وطالب نائب حزب اليسار الألماني، جوكاي أكبولوت، حكومة أنجيلا ميركل، بالتدخل لإيقاف عمليات التعذيب الممنهجة بسجن إمرالي، حيث يحتجز زعيم حزب العمال الكردستاني، موجها تساؤلا للإدارة التركية عن قرار لجنة منع التعذيب الذي حذر من تكرار تلك الانتهاكات في عام 2016.
وقال أكبولوت في طلبه: "إنه يجب إلغاء حظر زيارات المحامين والأسر للمحتجزين في إمرالي"، مضيفا "هل يناقش مسئولو الحكومة التركية خلال اجتماعاتهم الأوضاع المشينة في معتقل إمرالي؟"، مشيرًا إلى أن حالات التعذيب في السجون التركية تظهر سلوكًا مخالفًا لمتطلبات تركيا بعضوية الاتحاد الأوروبي.
يأتي ذلك في الوقت الذي تعاني الليرة التركية من الانهيار أمام العملات الأجنبية ، في ظل توقعات خبراء الاقتصاد بكسر الدولار حاجز الـ15 ليرة في الأيام المقبلة، فضلًا عن زيادة معدل التضخم، ومطالبة الأتراك حكومة بلادهم بتعديل سياساتها الاقتصادية، وقال رئيس البنك المركزي التركي مراد أويسال "إن العملة الوطنية أصبحت بلا قيمة على الإطلاق".
وبدلًا من الإعلان عن سياسات جديدة لإنقاذ الاقتصاد التركي، حذر رئيس البنك المركزي من مخاطر تقلب سعر الصرف، مؤكدًا أنهم في حاجة لتشديد السياسات النقدية، خاصةً بعد أن سجل الدولار الخميس الماضي في إغلاق تعاملات الأسبوع 8.31 ليرة تركية.
وتنتهج تركيا من خلال بنكها المركزي سياسات التشديد النقدية، وتم تثبيت الفائدة العامة في البنوك عند 10.25%، وسط توقعات برفعها لـ12%، فيما تصاعدت توقعات حجم التضخم من 8.9% إلى 12.1%.
وكان الأسبوع الماضي من أسوأ الأسابيع التي مرت على الليرة في تاريخها، وكانت الليرة التركية تتراجع أمام الدولار واليورو مع مرور كل ساعة من التعاملات، إذ بدأ الدولار تعاملات أمس بارتفاع كبير مسجلًا 8.19 ليرة تركية، ثم استمر في الصعود ليستقر عند إلى 8.30 ليرة تركية.