دعي حوالى 750 الف ناخب الى الادلاء باصواتهم اليوم الاحد في غينيا بيساو في انتخابات رئاسية وتشريعية يأملون ان تسمح لهم بطي صفحة الانقلابات التي حدث آخرها قبل عامين تماما.
وكان يفترض ان تجري هذه الانتخابات في بلد يقوض اسسه العنف السياسي العسكري والفقر اللذان سهلا تحوله الى ممر لتهريب المخدرات في غرب افريقيا، قبل عام بعد انقلاب الثاني عشر من نيسان/ابريل 2012، لكنها ارجئت مرات عدة. وقد ادت الضغوط الكبيرة التي مارسها الشركاء الاجانب لغينيا بيساو وخصوصا الدول المجاورة في غرب افريقيا لتنظيم الانتخابات، الى نتيجة.
لكن الخوف من توتر جديد بعد اعلان النتائج يبقى كبيرا. وقد وصل اعلى مسؤولين في المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا التي تضم 15 بلدا، الى بيساو ليبلغوا كل الاطراف السياسية والعسكرية بانهم لن يقبلوا بذلك.وقال رئيس مفوضية المجموعة كادري ديزيريه ويدراوغو بعد لقائه المرشحين السبت "حصلنا على التزام بان الجميع يتطلعون الى العيش في بلد جديد، بلد للعدالة، بلد للحرية". واضاف ان رسالة واحدة نقلت الى الجميع تفيد ان "الاسرة الدولية تراقبهم. ما ننتظره منهم هو انتخابات شفافة وحرة وخصوصا احترام مبدأ مجموعة دول غرب افريقيا التي ستكون صارمة".
وذكر باحد هذه المبادئ الاساسية للمجموعة، قائلا "لا تسامح مع وصول الى السلطة بطريقة غير دستورية". والرسالة نفسها نقلها الجمعة الرئيس الغاني جون دراماني ماهاما الذي تولى رئاسة المجموعة قبل اسبوعين.ونادرون هم الرؤساء او رؤساء الحكومات الذين اكملوا ولاياتهم قبل ان يطيح بهم الجيش او يتم اغتيالهم في غينيا بيساو المستعمرة البرتغالية السابقة التي استقلت في 1974 بعد حرب تحرير دامية. وكان انقلاب نيسان/ابريل 2012 اسقط نظام رئيس الوزراء كارلوس غوميس جونيور بين دورتين لانتخابات عامة، مما ادى الى توقفها فعليا.
ويتنافس على الرئاسة 13 مرشحا وعلى مقاعد البرلمان 15 حزبا. وابرز المرشحين للرئاسة جوزي فاريو فاز وابيل اينكادا اللذان يمثلان الحزبين السياسيين الرئيسيين في البلاد الحزب الافريقي لاستقلال غينيا بيساو والرأس الاخضر وحزب التجديد الاجتماعي الذي كان يقوده الرئيس السابق كومبا يالا الذي توفي الاسبوع الماضي.وقد يحدث باولو غوميس الرجل المستقل وغير التقليدي على الساحة السياسية للبلاد التي يهيمن عليها قدامى حرب الاستقلال ضد البرتغال، مفاجأة. وهذا الاقتصادي البالغ من العمر 50 عاما امضى الجزء الاكبر من حياته في الخارج وخصوصا في البنك الدولي حيث كان يتولى ادارة قسم افريقيا جنوب الصحراء.
وهو يرى ان امكانياته وشبكاته يمكن ان تساهم في اصلاح بلده الذي يعد من افقر بلدان العالم اذ يعيش اكثر من ثلثي سكانه البالغ عددهم 1,6 مليون نسمة تحت خط الفقر. وهذا الوضع تفاقم مع تعليق المساعدات من قبل معظم الشركاء الدوليين -- وعلى رأسهم الاتحاد الاوروبي -- بعد انقلاب 2012. ولم يعترف هؤلاء بالسلطة الانتقالية التي شكلت بموافقة الانقلابيين.وايا كان الفائز سيكون عليه التشاور مع الجيش القوي وريث حرب الاستقلال ضد البرتغال الذي حاولت مختلف الانظمة التي حكمت منذ اربعين عاما اصلاحه، من دون جدوى. ويتولى 4500 جندي من غينيا بيساو ومجموعة غرب افريقيا حماية الانتخابات التي تجري باشراف 550 مراقبا دوليا. وستنظم دورة ثانية في 18 ايار (مايو) اذا لم يتمكن اي من المرشحين من الفوز فيها اليوم.