قد يكون مغريا وصف المستنقع السياسي والأمني المعقد في ليبيا بأنه محصلة الانتفاضة المسلحة التي دعمها الناتو ضد حكم القذافي عام 2011.
لكن نظرة متأنية على أخطاء كثيرة ارتكبها المجتمع الدولي والنخبة السياسية الليبية قد تساعد على نقل هذا البلد الغني بالنفط إلى الطريق الصحيح والتنبؤ بما قد يجِدّ مستقبلا.
ورغم إحباط  قوات النخبة في البحرية الامريكية محاولة غريبة من متمردين يطالبون بالحكم الذاتي لتهريب شحنة من النفط خارج البلاد ، فقد ذكّر ذلك العالم مرة أخرى بحالة التخبط والفوضى المستمرة في ليبيا. ,بعد ساعات، قتل على الأقل تسعة ليبيين وجرح سبعة آخرين في تفجير حفل تخرج في الأكاديمية العسكرية في مدينة ليبية بنغازي بشرق ليبيا، في أحدث حلقة من سلسلة الهجمات التي يشنها من يفترض أنهم متشددون اسلاميون ضد بقايا قوات مسلحة من عهد نظام القذافي .
و على الرغم من أن ليبيا قد لا تكون على حافة الانزلاق إلى حرب أهلية أو مواجهة خطر التقسيم، فإن المشاكل الكبيرة التي تواجهها كان يمكن تجنبها.
وقد تعهدت الدول الغربية التي دعمت الانتفاضة بعدم إرسال جنود إلى الأراضي الليبية، وهو ما حظي بموافقة الليبيين.
لكن ربما كان هذا من الأخطاء الفادحة في التعامل مع الصراع في ليبيا، لأنه مع رحيل قوات القذافي لم تكن هناك قوة يُركن إليها لحفظ الأمن أو السيطرة على السلاح، وهو ما أدى إلى ظهور ميليشيات مسلحة لا زالت تعرقل التقدم السياسي.