قال وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا إن ليبيا بحاجة إلى مزيد من المساعدة من الولايات المتحدة للتغلب على الانقسامات السياسية، محذرا من أن تنظيم داعش الإرهابي يستغل الفوضى لإعادة تجميع صفوفه.
وفي حين أن القتال المدعوم من واشنطن ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا قد خفّض الأراضي التي يحتفظ بها التنظيم ، فإن مقاتليه يستخدمون الصحراء الليبية لإعادة تنظيم صفوفهم على الرغم من حملة مكافحة الإرهاب التي دعمتها الولايات المتحدة عام 2016 والتي أخرجتهم من مدينة سرت الساحلية.
وأضاف باشاغا -المسؤول الأمني الكبير في الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس- أنه ينبغي على الولايات المتحدة الآن أن تلقي بثقلها وراء حملة لإنهاء الانقسامات السياسية في ليبيا وفقا لما أوردته وكالة بلومبرج الأمريكية.
وقال باشاها في مقابلة في العاصمة التونسية تونس "الخطر داهم، لأننا لسنا قادرين على محاربتهم بطريقة مثالية طالما بقيت الانقسامات".
وتابع باشاغا في حين أن حملة سرت دمرت البنية التحتية لتنظيم داعش هناك، "الحقيقة هي أن العديد من عناصر داعش تسللوا إلى الصحراء قبل أن تنتهي معركة سرت"، موضحا "انضم إليهم أعضاء من العراق وسوريا وبدأوا يتحركون في الصحراء وينظمون أنفسهم".
وظهر تنظيم داعش لأول مرة في شرق ليبيا وهي منطقة كانت مليئة بالحركات المتطرفة بعد الإطاحة بنظام الزعيم الليبي السابق معمر القذافي عام 2011. وانتشرت غربا تاركا دمار واسع. وخلال العام الماضي ادعى مسؤوليته عن عدة هجمات إرهابية بما في ذلك في مقر الانتخابات ووزارة الخارجية ومقر مؤسسة النفط الوطنية في طرابلس.
ويقول المحللون إن واشنطن بدأت على نحو متزايد في الانسحاب من الجهود الأوسع لتحقيق الاستقرار في البلاد، تاركة المهمة بدلاً من ذلك للدول الأوروبية والجيران العرب . إضافة إلى ذلك تقدم الأمم المتحدة الدعم وتدعو إلى إجراء انتخابات.
لم يتمكن أحد حتى الآن من إحراز تقدم كبير أو دائم في التوفيق بين حكومة طرابلس ومنافستها الرئيسية في الشرق التي يدعمها الجيش الوطني الليبي بقيادة الرجل القوي المشير خليفة حفتر، وهذا الاختلاف يعمق المشاكل التي تواجه ليبيا.
وقال باشاغا "سيكون – يقصد الخلاف - مكلفا بالنسبة لنا كليبيين ومكلفا للولايات المتحدة التي بموجب قوانينها مضطرة لمحاربة القاعدة وداعش، يجب على الولايات المتحدة إيلاء مزيد من الاهتمام للملف السياسي الليبي للتأكد من وجود حل سياسي".