نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن خبراء أمنيين أن هناك ما يقرب من 3 آلاف مقاتل موالين لتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا التي صارت واحدة من المواقع الرئيسية لتدريب المجندين خارج سوريا والعراق، مشيرة إلى قدوم متطوعين من تونس والجزائر ومصر ودول عربية أخرى للقتال إلى جانب المجموعة وتنظيمات جهادية أخرى، فضلا عن نجاح فرع ليبيا في اجتذاب عناصر من مجموعات جهادية منافسة.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها من داخل الأراضي الليبية أن فرع تنظيم الدولة في ليبيا في موقع هجومي حيث عزز سيطرته على مدينة سرت مولد القذافي كما شن هجوما بالقنابل على مدينة مصراتة.
وأشارت إلى أن نمو تنظيم الدولة في ليبيا يمكن أن يضفي مزيدا من عدم الاستقرار في البلد الذي يعاني أصلا من حرب أهلية طاحنة، مضيفة أن ليبيا يمكن أن توفر قاعدة جديدة للمتطرفين تكون منطلقا لشن هجمات على مناطق أخرى في شمال إفريقيا، ورغم صغر مساحة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في ليبيا إلا أنه سيطر على سرت المدينة الساحلية وأيضا أحياء في مدينة درنة شرق البلاد.
واعتبرت الصحيفة أن أحدث الدلائل على نمو قوة التنظيم هو استيلاؤه الشهر الماضي على مطار في سرت التي سيطروا فيها على معظم المؤسسات الحكومية منذ فبراير، إلى جانب استيلائهم على مقرات قريبة لشبكة مياه ضخمة تضخ مياها عذبة إلى مدن ليبيا.
وألقت الصحيفة الضوء على الجهود التي يبذلها تنظيم الدولة في ليبيا حيث وجه انتحاريا تونسيا أواخر الشهر الماضي إلى مدينة مصراتة التي تبعد 170 ميلا عن سرت ليفجر سيارته في نقطة عسكرية أودت بحياة خمسة أشخاص، ليتبعها لاحقا بسيطرته على مدينة هارواش التي تبعد 46 ميلا شرقي مدينة سرت.
ورغم أن ميليشيات مصراتة اشتهرت بأنها تضم أشرس المقاتلين خلال انتفاضة 2011، إلا أنها الآن منشغلة بشدة في القتال ضد القوات المالية للجنرال خليفة حفتر الذي أعلن الحرب على الإسلاميين عام 2014.
ولفت الصحيفة إلى أن قادة ميليشيات مصراتة تخلو عن الحذر الذين دأبوا عليه عند الحديث عن تنظيم الدولة خاصة بعد التفجير الانتحاري، حيث يقول فريدريك ويري خبير الشؤون الليبية في مركز كارنيجي إن ميليشيات مصراتة «ترى التنظيم تهديدا وهم الآن يركزون على قتاله» مشيرا إلى أن الأولويات قد تبدلت بسبب قرب مسلحي الدولة من مقراتهم.
وكان زعماء ميليشيا مصراتة قد التقوا الأسبوع الماضي في طرابلس العاصمة الأسبوع الماضي للتنسيق بشأن هجمة مضادة ضد تنظيم الدولة، خاصة أن مصراتة تقع بين سرت وطرابلس.
ولفتت الصحيفة إلى أن تنظيم الدولة لم يظهر في ليبيا حتى منتصف عام 2014، حينما عاد مقاتلون ليبيون من تنظيم الدولة في سوريا والعراق إلى بلدهم ليبدؤوا في تأسيس الفرع في مدينة درنة، وفقا لعدد من الخبراء.
وحول سبب اختيار ليبيا مقرا لتنظيم الدولة في شمال إفريقيا، تشير الصحيفة إلى أن ليبيا منطقة جذابة تقع على طول البحر المتوسط ما يجعل منها منطقة انطلاق محتملة لهجمات في أماكن مثل مصر وتونس، كما أن المناطق الصحراوية الواسعة وحالة انعدام القانون تعني أن تنظيم الدولة الإسلامية يمكنه العمل بحرية.
لكن هناك ما قد يعوق تقدم تنظيم الدولة حسبما يشير الخبير فريدريك ويري، ومن ذلك أن ليبيا مكونة من حوالي 6 ملايين مواطن أغلبهم من السنة، لذلك لا توجد الانقسامات الطائفية التي أتاحت لتنظيم الدولة في العراق وسوريا أن يتمدد.
أيضا يفتقد فرع تنظيم الدولة في ليبيا مورد عائدات مادية ما يمكن أن يعوقه عن تقديم الخدمات الاجتماعية، على عكس التنظيم الأم في العراق وسوريا الذي يجمع عائدات من النفط وفرض الضرائب وجمع الفدى من عائلات المخطوفين.

*العرب