سافر جمهور مهرجان قرطاج الدولي في دورته الـ50 ليلة الجمعة إلى عمق الحضارات والى سحر الشرق والتاريخ القديم في "رحلة الثقافة الصينية عبر طريق الحرير" من خلال عرض موسيقي راقص قدمته فرقة " شينجياتغ لفن المقام".
وقد أحيا قرابة 60 صينيا من راقصين وعازفين وممثلين، بحسب مراسل الأناضول.
كما غطت مجموعة من وسائل الإعلام الصينية أجواء هذا الحفل الذي حضره كذلك عدد ملحوظ من الجالية الصينية بتونس.
ويندرج هذا الحفل في إطار إحياء خمسينية العلاقات الثنائية التونسية الصينية.
وقد مزج العرض بين فنون متنوعة من الرقص والغناء والعزف على الآلات الصينية التقليدية والعاب الخفة البهلوانية، لكن ما يجمعها مقام شينجيانغ الويغوري.
ومقام شينجيانغ اليوغوري هو مصطلح يطلق على مختلف أشكال فن المقام المنتشرة في المناطق التي يعيش فيها ابناء قومية ويغور غرب الصين.
واستهل العرض بفقرة المقام الساحر الذي اعتمد موسيقى وإيقاعات متغيرة انسابت من المسرحفعكست تطلعات الانسان الى الحياة.
كما ضم الفصل رقصات على وقع الآلات الصينية ومنها الطار والدف والرباب والنّاي والقانون وقد كانت شبيهة بآلات العربية الإسلامية وعلى أصوات مواويل أنشدتها الفرقة باللهجة الصينية.
وقد قسم باقي العرض إلى لوحات متنوعة فمنها رقص "جولا" التي ادتها فرقة الرقص النسائية على أغاني الحب حيث تتحرك الفتيات اللاتي ترتدين ازياء مرفرفة في حركات رشيقة ما يزيد الرقصة رونقا وجمالا.
ومنها كذلك "فتيات خوتان" وهي رقصة جماعية نسائية تظهر سحر الفنون والثقافة الصينية خاصة حين يغنين للجمال والخير.
اما رقصة "الملائكة الجميلات" فهي تتحدث عن فتيات ويغوريات يعملن في بستانهن كأنهن الملائكة التّي تنشر الحب والحياة.
اضافة إلى العزف الجماعي على الآلات الموسيقية التقليدية ومعزوفتا "تاشيواي والبهجة" وهي من المعزوفات الموسيقية الكلاسيكية لقومية ويغور ولها خصوصية موسيقية واضحة وتتميز بسرعة ايقاعاتها كما تحاكي هذه الموسيقى حب ابناء قومية ويغور للحياة وسعيهم وراء تحقيق السعادة فيها
ولكن المفاجأة التي أبهرت عددا من الجماهير الحاضرة على مدرجات مسرح قرطاج الأثري هو تخصيص الفرقة الصينية فقرة خاصة بالموسيقى التونسية من خلال أداء أحد فنانيها موالا تونسيا وأغنية للمطربة الراحلة "صليحة" بعنوان" فراق غزالي".
وتتواصل الدورة الـ50 لمهرجان قرطاج الدولي من 10 يوليو/ تموز الماضي الى 16 من آب/ أغسطس الحالي.