قال رئيس أركان جيش البر الفرنسي، الجنرال جان بيار بوسي، إن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي لم يعد قادرا على التنقل بحرية بعد أن قتلت القوات الخاصة الفرنسية قياديين متطرفين مؤخرا.

وأكد بوسي، حسب صحيفة العرب، أنه “تم إضعاف تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بشكل دائم كما أنه خسر حرية تنقله”.

وأضاف “في شريط الساحل والصحراء، أحرزنا نقاطا كثيرة ومع جميع المعلومات الاستخبارية التي بحوزتنا، بتنا قادرين على تتبع نشاط التنظيم ومحاصرته”.

ويرى الجنرال الفرنسي أن قواته قد خاضت عمليات عسكرية متميزة تهدف إلى تزويد القوات الخاصة الفرنسية بالمعلومات الاستخباراتية التي تمدها طائرات دون طيار وطائرات هليكوبتر لتحديد أهداف تنظيم القاعدة للكشف عن مخابئ أسلحته، أو رصد تحركات عناصره.

وقبل أسبوع، أعلنت الحكومة الفرنسية مقتل قياديين متطرفين رئيسيين في الساحل، هما حمادة آغ حما الذي تبنى اغتيال صحافيي إذاعة فرنسية سنة 2013 والملقب بـ”عبدالكريم الطارقي”، وإبراهيم آن أناوالين الملقب بـ”بانا”، إلى جانب متطرفين إثنين آخرين، في عملــية للقوات الخاصة الفرنســية.

ويعدّ القياديان من كبار قادة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وجماعة “أنصار الدين” المسؤولتين عن “هجمات إرهابية كثيرة ضد القوات الدولية وأعمال انتقام متكررة ضد السكان الماليين”، بحسب الحكومة الفرنسية.

وفي هذا الصدد أفادت تقارير إخبارية بأن حركة أنصار الدين المقربة من تنظيم القاعدة تمارس عمليات تحريض واسعة النطاق في مدن إقليم أزواد ضدّ اتفاق السلام الذي من المقرّر أن ينهي الأزمة السياسية بين دعاة الانفصال من الطوارق والسلطة الرسمية الممثلة في حكومة باماكو.

وتستغل حركة أنصار الدين التي لا يشملها اتفاق السلام، نفوذها القبلي خاصة على قبيلة ايفوغاس (كبرى قبائل طوارق إقليم أزواد) لمنعهم من التوقيع على الاتفاق وإنهاء الأزمة المالية المتشعبة، وهو ما يجعل مسألة إقناع القاعدة الشعبية للفصائل الأزوادية ببنود الاتفاق أمرا شديد الصعوبة.

وينتشر منذ قرابة سنة تقريبا ثلاثة آلاف جندي فرنسي في خمس دول أفريقية وهي موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو. وكلفت العملية العسكرية في هذه المنطقة الخزينة الفرنسية أكثر من خمسمائة مليون يورو. وتعتبر منطقة الساحل الأفريقي من أكثر مناطق العالم فقرا، حيث يعيش سكانها الذين يبلغ عددهم 137 مليون نسمة تحت معدل خط الفقر.