ركزت التوترات الكلامية الجديدة بين روما وباريس يوم الثلاثاء على ليبيا. واتهم نائب رئيس المجلس الإيطالي ماتيو سالفيني فرنسا بـ"عدم الاهتمام باستقرار ليبيا"، لأنه سيكون هناك "مصالح نفطية مخالفة لمصالح إيطاليا". وهذا ليس بالضبط رأي خبير النفط، كلير فاجس Claire Fages.
"جدل سياسي"، "مزايدة انتخابية"، هكذا وصف خبراء البترول الذين تمت مقابلتهم اتهامات ماتيو سالفيني ضد باريس حول ليبيا ونفطها.
وقال فيليب سيبيل لوبيز من مكتب Geopolia (مكتب مختص في الدراسات الإستراتيجية والبترولية) "يجب أن نضع هذه التصريحات قبل كل شيء في السياق الإيطالي، مع حرب مزايدة بين نائبي الرئيس الإيطالي المناصرين للرئيس، اللذين ليسا على نفس المستوى السياسي، في أفق الانتخابات الأوروبية".
"يرتبط الخلاف الحقيقي بين فرنسا وإيطاليا بتدفقات الهجرة. ويمتد إلى مستوى الأزمة الليبية لأن الفرنسيين والإيطاليين ليس لديهم نفس المواقف بشأن المستقبل السياسي لهذا العملاق النفطي، فالإيطاليون يدعمون حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، في حين أن الفرنسيين يرغبون في إشراك خليفة حفتر في المناقشات،وهو الرجل القوي في شرق ليبيا".
** مشروع الانصهار
ويتابع قائلاً: "من وجهة نظر نفطية بحتة، فإن شركتي النفط الإيطالية إيني والفرنسية توتال هما في نفس الوقت شريكان ومتنافسان، كما هو الحال دائمًا في هذه الصناعة. لقد كان لديهم حتى قبل بضع سنوات مشروع اندماج منطق ، كما يقول الخبير، من وجهة نظر اقتصادية. لكن توتال تعتقد أن وجود الدولة الإيطالية في رأس مال إيني كان مشكلة".
** استثمار على المدى الطويل
ويقول فرانسيس بيرين، مدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية أنّ على أرض الواقع في ليبيا، ليس هناك مصالح لـتوتال يمكن أن تعارض أخرى لـإيني. فالوضع الحالي محدود من قبل ميليشيا معينة، مشاكل في خط أنابيب النفط، أو احتلال محطة من قبل مجموعة مسلحة ما. كلا الشركتين لهما مصلحة في جعل الجهات السياسية الليبية الرئيسية تضع بعض النظام والأمن مرة أخرى في البلاد. خصوصا وأنهم استثمروا في الأشهر الأخيرة بالرغم من الوضع السياسي الداخلي. فقد انضمت إيني إلى BP على ثلاث كتل (اثنان على الأرض في حوض غدامس في غرب البلاد واحدة خارج سرت). بينماا اشترت توتال حصص ماراثون للنفط الأمريكية في حوض سرت.
** ايني حتى الآن الأولى في ليبيا
ويلخص الباحث أنّ توتال ليس في وضع يتيح له تهديد المركز الأول الذي احتلته إيني لفترة طويلة في ليبيا. حيث تنتج المجموعة الإيطالية كميات أكبر من الهيدروكربونات بحجم تسع مرات مقارنة بالمنافس الفرنسي (حوالي 300 ألف برميل من النفط المكافئ)، بما في ذلك الغاز، وهو ما لا ينطبق على توتال.