بعد أكثر من 13 ساعة من الانتظار المرير ،استقبل والدا الطفلين التوأمين السياميين الليبيين أحمد ومحمد،خبر نجاح عملية فصلهما في مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الرياض، بسعادة كبيرة شاركهما فيها العديد من الليبيين والعرب الذين تابعوا قصة التوأمين منذ أشهر.

البداية كانت مع اكتشاف الأم بأنها حامل بتوأم سيامي،وقالت السيدة من ليبيا في حديث لقناة "العربية" في أكتوبر الماضي:"كنت أعيش صدمة ونصحني الأطباء بالإجهاض مع اكتشاف حملي بتوأم سيامي، فحاولت ذلك، ولكن أمر الله نافذ"، تم التواصل بين زينب وبين مركز الملك سلمان للإغاثة، بالسعودية، ونقل التوأم عن طريق السفارة السعودية بتونس بعد توجيهات القيادة باستقبال الحالة، ليبقوا تحت الملاحظة.
 وأوضحت والدة الطفلين أن الأطباء في ليبيا أثناء الحمل أبلغوها بأن الحمل مشوه وهناك التصاق ولن يعيش الطفلان، وتابعت:"أعطوني إبرة إجهاض لكن الله لم يقدّر لي ذلك فانبعث في نفسي أمل أن يبقوا أحياء وتمسكت بهذا الأمل، أخبرني الأطباء بأن السعودية دولة متقدمة طبياً، ولها تجربة كبيرة في عمليات فصل التوائم، نصحوني بعلاج الحالة فيها، كما أني شاهدت تقارير عن ذلك عبر اليوتيوب".
ومن جهته قال والد الطفلين بشير الجميني،:أن "عملية فصلهما مكلفة جدا، تفاجأت عندما علمت الأرقام، حينها قمت بالبحث عن دولة تتبنى عملية فصل توأمي، تواصلت مع المسؤولين بمركز الملك سلمان للإغاثة الذين شرحوا لي التفاصيل كاملة، وأخذوا مني الطفلين، أنا اليوم لا أستطيع وصف فرحتي عندما وجدت أفراد الطاقم الطبي يحيطون بالتوأم".
ومطلع أكتوبر الماضي،وصل التوأم الملتصق أحمد ومحمد إلى العاصمة السعودية الرياض، مطلع أكتوبر الماضي، تمهيدا للنظر في حالتهما وإمكانية إجراء عملية فصلهما، بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.وكانا ملتصقين في أسفل الصدر والبطن والحوض، ويشتركان في أسفل الجهاز الهضمي والبولي والتناسلي، كما يشتركان في حوض واحد.
وبعد شهرين من الانتظار،بدأت عملية فصل التوأم التي دامت أكثر من 13 ساعة في مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بوزارة الحرس الوطني في العاصمة السعودية الرياض، عبر 11 مرحلة بمشاركة 35 متخصصاً من الأطباء والجراحين والفنيين وكادر التمريض وسط توقعات أن تكون نسبة النجاح 70% بحسب الأطباء.
وبعد انتهاء العملية،أعلن الدكتور عبدالله الربيعة، رئيس الفريق الطبي والجراحي في عمليات فصل التوائم السيامية بمستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال في السعودية، عن فصل التوأم السيامي الليبي "أحمد ومحمد" بنجاح.وقال الربيعة، في فيديو نشره حساب وزارة الحرس الوطني على "تويتر"، إن التوأم "أحمد ومحمد" يرقدان الآن ولأول مرة في حياتهما على سريرين منفصلين في غرفة العمليات.
وأضاف: "تمت جميع مراحل العملية من الأولى وحتى التاسعة بسلاسة، واستطاع الفريق الطبي أن يختصر بين ساعتين إلى 3 ساعات من وقت العملية".وتابع أن الوضع الصحي لـ"أحمد ومحمد" مستقر، كما "نتوقع خلال الثلاث ساعات المقبلة اكتمال العملية بنقل التوأم إلى غرفة العناية المركزة بصحة وسلام".
فرحة كبيرة غمرت والدي الطفلين بعد اعلان نجاح العملية،حيث تناقل مغردون على تويتر رد فعل الأب حين أخبره الطبيب بنجاح العملية، وشاهد بأم عينه طفليه كل على سرير.، حيث اندفع متأثراً يقبل رأس الطبيب ويشكره.وبعد أن استوعبا الفرحة التي طال انتظارها، شكر والدا السيامي الليبي بشير عثمان الجويلي وزوجته السعودية على ما لقياه من استجابة سريعة لعملية فصل التوائم.
ورفع رئيس الفريق الطبي والجراحي الدكتور عبدالله الربيعة باسمه ونيابة عن أعضاء الفريق الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولسمو ولي عهده الأمين على الدعم الكبير للبرنامج الوطني لفصل التوائم السيامية، مؤكدًا أن ما تحقق من إنجاز طبي يسجل باسم الوطن وقيادته المعطاءة.وشكر الربيعة أعضاء الفريق الطبي الذين قاموا بعملهم على أكمل وجه، والتي اختصرت ساعات العملية ساعة واحدة.

ولقيت العملية تفاعلا من العديد من المتابعين لأطوارها،والفنان السعودي الشهير، فايز المالكي،بنشر فيديو وثق من خلاله مشاهد دقيقة لعملية فصل توأم سيامي ليبي.وسمح الفريق الطبي الذي يجري العملية، للمالكي بدخول غرفة العمليات لتوثيق العملية من هاتفه الجوال بعد خضوعه للإجراءات الطبية الخاصة بالتعقيم والملابس.وفق ما أورد موقع "ارم نيوز" الاخباري.
وبث المالكي عبر حسابيه في "تويتر" و"سناب شات"، مشاهد دقيقة لما يقوم به فريق الجراحين والمساعدين الذين يبلغ عددهم 35 شخصًا، بجانب بعض المحادثات الجانبية مع الدكتور الربيعة.وحظيت تلك المقاطع بنسب مشاهدة عالية، إذ تشكل مثل تلك العمليات حدثًا عالميًا؛ لندرته وخطورته والتعاطف الذي يحظى به الأطفال السياميون وعائلاتهم.وفق الموقع.
وتعتبر المملكة العربية السعودية رائدة في المجال الطبي خلال السنوات الماضية،وعملية فصل التوأم الليبى أحمد ومحمد التي أجريت امس الخميس بمستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بوزارة الحرس الوطني بالرياض؛ تعد الحالة رقم 48 التي تجرى لها عملية فصل، من ضمن 107 حالات تم دراستها وقدمت من 21 دولة.

وأجريت أول عملية ناجحة لفصل اول توأم في 31 ديسمبر 1990. وعلى مدى السنوات الماضية، رسخت المملكة مكانتها في هذا المجال الطبي النادر على مستوى العالم، وهو ما أهَّلها لامتلاك خبرات طبية فائقة في هذا التخصص، حتى أصبحت قبلة لمثل تلك العمليات التي تعتبر من أصعب العمليات الطبية وأكثرها دقة.