في مثل هذا اليوم 20 يونيو من العام 2011 نفذ حلف شمال الأطلسي « الناتو» واحدة من أبشع جرائمه التي إرتكبها في عدوانه الممنهج ضد ليبيا وفي حق شعبها ونظامها الجماهيري عندما إستهدفت طائراته مجمعا سكنيا يعود لعائلة الرائد الخويلدي الحميدي في مدينة صرمان غرب العاصمة الليبية طرابلس 

وقد نتج عن هذا الاعتداء مقتل 13 فردا وجرح 6 آخرين أصيبوا بجروح بليغة. والقتلى هم:

1. المهندسة صفا أحمد محمود زوجة المهندس خالد الحامدي

2. الطفلة خالدة خالد الخويلدي الحميدي (4 سنوات ونصف): الإبنة

3. الطفل الخويلدي خالد الخويلدي الحميدي (3 سنوات ويوم): الإبن

4. الطفلة سلام محمد نوري الحميدي (6 سنوات): إبنة أخ المهندس خالد الحامدي

5. ناجية بلقاسم الحميدي عمة المهندس خالد الحامدي

6. الطفلة آمنة عصام جمعة (8 سنوات): إبنة الجيران

7. الطفلة أميرة عصام جمعة (8 أشهر): إبنة الجيران

8. محمد محمد الحامدي إبن عم المهندس خالد الحامدي

9. عماد أبو عويجيلة الطرابلسي: حارس المنزل

10. عبدالله النبي: حارس المنزل

11. بشير إسحاق علي من السودان: طباخ في المنزل

12. عائشة الكليه من المغرب: مدبرة منزل

13. بشرى يالي من المغرب: مدبرة منزل

أما الجرحى فهم :

1. السيد خويلدي الحميدي (أصيب إصابة بليغة في ساقه): الأب

2. السيدة خويلدي الحميدي (أصيبت إصابة بليغة في ذراعيها ومفاصلها): الأم

3. الآنسة خويلدي الحميدي (طالبة في كلية الطب، أصيبت إصابة بليغة وأجريت لها عملية معقدة في فمها): الأخت

4. آية محمود: إحدى الأقرباء

5. فتحية (أصيبت إصابة بليغة وفقدت ساقها): جليسة أطفال من المغرب

6. مفتاح القماطي (أصيب بإصابات متعددة في ساقيه وأجريت له عمليات كثيرة): سائق

وفي تصريحات صحفية قال خالد الخويلدي الحميدي رئيس المنظمة العالمية للسلم والرعاية والإغاثة، مفسرا أسباب إستهداف منزل أسرته «والدي الراحل، جد الشهداء الفريق الخويلدي يتمتع بمكانة اجتماعية كونه عضو مجلس قيادة "ثورة الفاتح" وأحد رموزها، و لقربه من الشارع الليبي والقبائل الليبية فقد كان له تأثير اجتماعي كبير من خلال تواصله المباشر مع الناس ورعايته للعديد من جمعيات الأيتام وإشرافه على العديد من المشاريع التنموية و قد كان خلال الأحداث ورغم اعتلال صحته نتيجة عملية جراحية قام بها في 2010 ناشطاً وعلى تواصل مع القبائل وأهالي المنطقة الغربية والشرقية لإيجاد حل للأزمة، و قد تتوج ذلك بالإعلان عن المؤتمر العام للقبائل الليبية، وأعتقد جازماً بأن عملاء الناتو في داخل ليبيا قد تواطئوا مع رعاة صناع القرار العسكري والإعلامي "ساركوزي و حمد"، و لعبت الجزيرة دوراً مهماً في بث الشائعات والأخبار الكاذبة عن والدي ونشاطاته متهمة إياه بقيادة كتائب وميليشيات، واتهمتني شخصياً و أنا المدني بقتل الآلاف من النساء والأطفال في منطقة الزاوية.



و قد كانت مكانة والدي الاجتماعية والتاريخية محل اهتمام العدو، حيث ورد لوالدي اتصال من مكتب ساركوزي في مايو 2011، عرض عليه مغادرة ليبيا آمناُ و من معه إلى فرنسا بحجة أن ليبيا في حاجة لتغيير ديمقراطي في نظام الحكم وسيتم دعمه واختياره رئيساً قادماً لليبيا، وخلال المكالمة الهاتفية قال مكتب ساركوزي إنه على أتم الاستعداد لتجهيز طائرة خاصة لنقله و عائلته من مدينة جربة التونسية إلى باريس، فكان رد والدي محتداً بقوله للمترجم قل لساركوزي "أنا لست موظف في ثورة الفاتح، أنا شريك في هذه الثورة وأنزلت العلم الأمريكي بيدي وحميت بلادي من المستعمر و لن أكون في يوم خائنا لوطني أو عميلاً لأحد".

في مركز التحكم والقيادة لدى (الناتو)، كان استهداف صرمان ضمن مهمات القصف الأربع والتسعين المخططة لصباح ذلك الإثنين، وبذلك ارتفع عدد الطلعات الجوية الاستكشافية التي قد قام بها (الناتو) فوق ليبيا إلى ذلك الحين إلى 11930 طلعة. ويمكن أن يرتفع هذا الرقم إلى 26500 بحلول منتصف ليل 31  أوكتوبر أي تاريخ انتهاء حملة (الناتو) الجوية على ليبيا. أما الغارات النهارية فيمكن أن تسجل 4521 هدفا مقصوفا. وكان يمكن أن يفوق هذا العدد 11781 خلال الخريف الماضي عندما صدرت الأوامر لحلف (الناتو) بإنهاء حامي العمليات الموحد.

وقبل أن تقصف الغارات على المجمع الذي يسكنه خالد الحميدي، اتخذ أفراد (الناتو) عملية مؤلفة من ست خطوات كان أولها المراقبة عبر طائرات (أم.كي- 9) التي تستخدم أحيانا لإطلاق الصواريخ. وكان في أجواء صرمان أيضا طائرة بدون طيار مع تسجيل مصور للتحركات كافة. وفي 19 حزيران/ يونيو والساعات الأولى من اليوم التالي، ختمت الطائرات طلعاتها بمعلومات مستحدثة حول استهداف منزل الحميدي وبثتها إلى مركز القيادة لدى (الناتو).

ولم يكن منزل الحميدي كما زعم (الناتو) أنه "هدف بوقت حرج"، ولذلك كان هناك متسع من الوقت لجنود (الناتو) لنقل المعلومات حول الموقع المستهدف من طائرات الاستطلاع غير المسمّاة إلى المحللين الاستخباراتيين. وأكاد أجزم، بحسب مصادر في صحيفة "جاين الأسبوعية"، بأن طائرات (الناتو) قد رصدت منزل الحميدي خلال أيام عدة ومن المرجح أنها شاهدت جزء من حفلة عيد الميلاد للطفل خويلدي في اليوم الذي سبق صدور الأمر بقصفه. وتشكل قواعد الإشتباك لدى حامي العمليات الموحد مجموعة من الوثائق المصنفة التي تعرض تعليمات محددة ومفصلة حول ماهية الأهداف الشرعية ومن يصادق على الهدف سواء كان مخططا مسبقا أم "واقعا بالصدفة" حينما يحظى طيار ما بأحد الأهداف.

أما الهجوم على منزل الحميدي فكان مخططا له كجزء مما يسميه (الناتو) "دورة العمل الجوي المشتركة". وقد وضع فريق تطوير الأهداف منزل الحميدي على قائمة الأهداف اليومية في 20 يونيو. وقد استند الفريق إلى تقرير صادر عن محللي الاستخبارات في (الناتو) والذين صمموا أن الموظف المتقاعد والد خالد الحامدي، أحد الأفراد الأساسيين في الانقلاب الذي قاده القذافي ضد الملك إدريس عام 1969، والعضو السابق في مجلس القيادة الثوري لثورة الفتاح، كان يعيش في ذلك العقار. وقد صدر الأمر باغتياله من (الناتو) ذلك أنهم أملوا بإضعاف النظام بطريقة أو بأخرى علما أن الحامدي الأب قد تقاعد ولم يكن له أي دور في صناعة القرارات في ليبيا.

 استخدم (الناتو) أنواعا مختلفة من القذائف والصواريخ ومن بينها "وحدة القصف الحية - 109" مدمرة الملاجئ المصممة لاختراق 18 قدما من الإسمنت. وقد استخدم (الناتو) أيضا مجموعة طائرات (أم.كي) الأميركية التي تبدأ من زنة 227 كيلوغراما إلى طائرات (أم.كي) 81 و 82 اللتان يبلغ وزنهما 454 و 907 كيلوغرامات على التوالي، فضلا عن طائرة (أم.كي 84)، وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل استخدمت هذه الطائرات جميعها وبنطاق موسع خلال عدوان 2006 على لبنان. أما هذين النوعين من الأسلحة الجوية فيتم تخزينهما في إسرائيل كجزء من استعداد كلا البلدين المنتظرين حربا مقبلة في المنطقة.

وقال خالد الخويلدي «اتصل بي القائد معمر القذافي بعد المأساة الأليمة لتعزيتي ومواساتي فيمن فقدت، وأكد لي "بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي ضد ملاحقة القتلة المجرمين، وأننا سنخلد ذكرى الشهيدة الخالدة ببناء أكبر نصب تذكاري لها في أفريقيا، وسنعمل على أخذ حق الشهيدة خالدة بكل الطرق والوسائل الممكنة من الحلف الظالم "الناتو" و الذي سينكسر في ليبيا بعون الله".

و بالفعل بدأت المعركة القضائية ضد حلف "الناتو" وقمنا بتوكيل محامي فرنسي وسجلنا القضية في يوليو 2011 أمام المحكمة البلجيكية، وعقدت أول جلسة في سبتمبر/ أيلول 2012 للمرافعة و مناقشة الأدلة والمستندات المقدمة والمطالبة برفع الحصانة عن حلف الناتو؛ لتتم محاكمته ولم يحضر ممثلا قانونيا عن الناتو فقامت الحكومة البلجيكية بتمثيل حلف الناتو كونها إحدى دول الحلف الذي يتخذ من أراضيها مقرا له، وأصدرت المحكمة قرارها في أكتوبر/ تشرين أول 2012 برفض الطلب وعدم رفع الحصانة عن حلف الناتو لأن صاحب القضية المدعي ليس من مواطني الدول الأوروبية وبالتالي لا يحق له رفع القضية في بلجيكا وتم استئناف قرار المحكمة في يناير/ كانون ثاني 2013  ليتم تحديد جلسة الاستئناف في يوم 12 أكتوبر/ تشرين أول 2017، للنظر في الطعن برفض رفع الحصانة عن الحلف و تقرر خلال هذه الجلسة تأجيلها ليوم 30 نوفمبر/ تشرين ثاني القادم للنطق بالحكم.»