في مثل هذا اليوم 22 مايو من العام 2004، أعلن الزعيم الليبي معمر القذافي، رسميا، انسحاب بلاده من القمة العربية بتونس، احتجاجا على جدول أعمال القمة. وأعرب القذافي، في مؤتمر صحفي عقب انسحابه من الجلسة الافتتاحية، عن أمله في أن توافق المؤتمرات الشعبية على انسحاب ليبيا من الجامعة العربية.

وجدد الزعيم الليبي دعوته لإقامة دولة واحدة للإسرائيليين والفلسطينيين كحل للصراع في الشرق الأوسط. وقال إن ذلك يجب أن يكون حسب قرار 181 الصادر عام 1947 وإلا فليس هناك إمكانية لقيام الدولتين حتى بالنسبة للإسرائيليين فلن يكون لهم دولة بالمعنى الحقيقي لأن العمق الإسرائيلي سيكون عمقه 15 كيلوا مترا، وأي طائرة تحلق من تل أبيب ستكون تحت سيطرة الضفة الغربية.

واعتبر القذافي أن ما يجري حاليا عملية "خداع لليهود والفلسطينيين". وأشار إلى أن هذه الدولة مقوماتها موجودة الآن في ما يسمى بإسرائيل حيث يوجد حوالي مليون فلسطيني فإسرائيل ليست يهودية خالصة، كما أن الجيل الحالي يتحدث العربية والعبرية.

وقال الزعيم الليبي إنه في المستقبل لن تكون هناك دولة إسرائيلية خالصة حتى بالوضع القائم الآن، وإن الضفة الغربية وقطاع غزة بهما مئات الآلاف من المستوطنين وغدا سيزداد عددهم وهذا يمنع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، كما أن المصانع الإسرائيلية تعتمد على العمالة الفلسطينية.

وأضاف أن "الاندماج حاصل الآن بين الطرفين فلماذا يحدث انفكاك لهذا الاندماج فتجب إقامة دولة واحدة للفلسطينيين والإسرائيليين على غرار جنوب أفريقيا ولبنان، ولم يتم تحقيق هذه الدولة بدون السلام".

كما أشار القذافي إلى ضرورة عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم فهذا حق طبيعي لهم وتساءل بأي حق يُمنع الفلسطينيون من العودة إلى ديارهم.

واعتبر أن عودة اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرارات الأمم المتحدة وتدمير أسلحة الدمار الشامل لدى إسرائيل يكفل إقامة دولة ديمقراطية من النهر إلى البحر.

ودعا القذافي إلى عدم إساءة فهم تصريحات الرئيس المصري حسني مبارك، بشأن انسحاب قوات الاحتلال من العراق.وأوضح أن الرئيس المصري، كان يعني أن انسحاب الاحتلال في الوقت الحالي سيؤدي إلى فوضى واقترح القذافي أن تخرج قوات الاحتلال وتحل محلها قوات الأمم المتحدة.