في مثل هذا اليوم 22 مايو من العام 2017، هجوم مانشيتر أرينا أو انفجار مانشستر أرينا، وهو هجوم تم تنفيذه على الساعة 22:33 بتوقيت بريطانيا الصيفي، و اعتبرتهُ الشرطة البريطانية هجوما إرهابيا.

حصل الانفجار في مانشستر أثناء حفل غنائي لمغنية البوب الشهيرة أريانا غراندي. وبحسب بيان الشرطة البريطانية فقد سقط خلال هذا الهجوم أو الانفجار 23 قتيلًا وحوالي 119 جريحا، وقد اعتبرت وكالة الأخبار العالمية رويترز هذا الهجوم انتحاريًا ونفذ بواسطة عبوة ناسفة، وأكدّت وسائل إعلام بريطانية ناقلة للحفل أن الانفجار حدث خارج الحفل وبعد انتهاءه، وقد خرجت المغنية الأمريكية سليمة من هذا الحادث ولم تصب بأي سوء.

وأعلنت شرطة مانشستر الكبرى وقوع الحادث وصنفته هجومًا إرهابيًا، واعتبرته تفجيرًا انتحاريًا. ولقد كان هذا الهجوم هو الأكثر دموية في المملكة المتحدة منذ تفجيرات لندن في 7 يوليو 2005، ويعتبر أول هجوم في مانشستر منذ تفجير مانشستر عام 1996 من قبل الجيش الجمهوري الأيرلندي.

الهجوم نفذه سلمان رمضان العبيدي كان عمره 22 عاما، ولد في بريطانيا في 31 ديسمبر سنة 1994، وهو ليبي الأصل، وبحسب جهات إعلامية فإن الهجوم حصل تحت تأثير وتدبير من تنظيم داعش التي أعلنت مسؤوليتها عن الانفجار عن طريق تفجير انتحاري لعبوات ناسفة مما أدى لمقتل وجرح العديد من المواطنين.

وأدانت الهجوم كل من رئيسة وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماي والملكة إليزابيث الثانية. وأوقفت كل الأحزاب السياسية حملاتها للانتخابات العامة، كما أدان عمدة لندن صادق خان الهجوم عبر رسالة مكتوبة نشرها على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي. وأدان المجلس الإسلامي البريطاني) أيضاً الهجوم.

والإرهابي الليبي الأصل والبريطاني الجنسية سلمان العبيدي (22 عاما) وُلد في مدينة مانشستر بشمال غرب إنجلترا، وترتيبه الثاني بين إخوته، وله شقيقان من الذكور وأخت وحيدة يبلغ عمرها 18 عاما. ينحدر والداه من قبيلة العبيدات التي تعيش في غرب ليبيا، لكنهما قضيا أغلب فترات حياتهما في العاصمة طرابلس. حيث كان يعمل والده رمضان عبيدي، المُلقب بأبي إسماعيل نسبة إلى ابنه الأكبر"إسماعيل" كضابط أمن سابق، وطلب اللجوء مع زوجته سامية تبال (50 عاما) إلى بريطانيا هربا من نظام معمر القذافي الذي كان يُعارضه.

أقامت أسرة رمضان العبيدي في السنوات الأولى في العاصمة لندن قبل أن تشد الرحال إلى مانشستر، وتستقر بالضبط في ضاحية فولوفيلد، المعروفة بتواجد جالية ليبية كبيرة، كانت مُعارضة للقذافي.

وعُرف عن الأسرة  ارتباطها بمسجد "ديدسبري" بضاحية فولوفيلد بمدينة مانشستر، إذ كان الأب يِؤذن فيه أحيانا، وكان أيضا موضع احترام الجالية الليبية هناك، فيما عمل الابن الأكبر إسماعيل كمدرس في المدرسة القرآنية التابعة للمسجد نفسه. وبعد سقوط نظام معمر القذافي عاد الوالدان إلى ليبيا فيما استمر باقي أعضاء الأسرة في العيش بمانشستر.

عُرف عن أسرة عبيدي أنها أقامت في مناطق مختلفة في مدينة مانشستر، لكن سلمان ترعرع في منطقة "والى رانج"، وتصدرت هذه المنطقة، عناوين الصحف الإنجليزية عام 2015، إذ تتواجد بها المدرسة الثانوية المحلية للبنات، التي غادرها التَوأَمُ زهراء وسلمى من أجل الالتحاق بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا.

وتدرج سلمان عبيدي في مختلف المراحل الدراسية حتى بلغ التعليم الجامعي عام 2014، حيث التحق بجامعة سالفورد ليدرس تخصص "إدارة الأعمال"، غير أنه انقطع عن الدراسة الجامعية بشكل نهائي في 2016، وعمل بعدها في مخبز. ويُجمع زملاء عبيدي، من الذين درسوا معه أوكانوا يعرفونه، أنه كان شخصا عاديا و"لاعب كرة قدم جيد وعاشقا لفريق مانشستر يونايتد"، بالإضافة إلى حبه تدخين "القنب الهندي"، أي مخدر الحشيش.

"سامحيني".. كانت تلك هي الكلمة الأخيرة التي قالها منفذ العملية الانتحارية في مانشستر منذ أيام، في مكالمة هاتفية لوالدته عالمة الذرة قبل ساعات من تنفيذه الهجوم الإرهابي.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية استندت فيه إلى معلومات كشفها لها أحد المصادر الأمنية الليبية المكافحة للإرهاب، اتصل سلمان العبيدي، 22 عاما، بأخيه الأصغر هاشم في ليبيا، وطلب منه أن يطلب من والدتهما سامية طبال، 50 عاما، الاتصال به.

وقالت الصحيفة، إن تفاصيل طلب العبيدي للسماح من والدته ظهرت بعد استدعائها للاستجواب من قبل الشرطة في طرابلس.

وأشارت مصادر إعلامية أمريكية نقلا عن مسؤولين استخباراتيين، إن والدة العبيدي كانت تخشى أن ابنها أصبح إرهابيا، لكن حسب ما يقال، أبلغت والدته السلطات بهذا الأمر خوفا من أن يصبح ابنها "خطيرا"، حسب قول أحد مسؤولي الاستخبارات الأمريكية.

وفي تصريحات لديلي ميل، قال المتحدث باسم قوات الردع الخاصة أحمد بن سالم، إن الطبال أخبرت المحققين أن ابنها "غادر ليبيا متوجها إلى إنجلترا قبل 4 أيام فقط من وقوع الهجوم الإرهابي، وأنه اتصل بها هاتفيا في نفس يوم التفجير، مضيفا: "لقد كان يودعها".

في 17 يوليو 2019 تسلمت بريطانيا، من السلطات الليبية في طرابلس هشام العبيدي شقيق الانتحاري سلمان العبيدي الذي فجّر نفسه خلال حفل موسيقي في مدينة مانشستر البريطانية في مايو 2017 وقتل 22 شخصا، وقالت تقارير  إعلامية أن جهات نافذة في طرابلس قبضت مليون دولار من الحكومة البريطانية مقبل تسلم العبيدي 

وقالت مصادر ليبية، إنه تم منذ الصباح الباكر من يوم الأربعاء 17 يوليو 2019  الترتيبات الأمنية لتسليم العبيدي الذي تم نقله على متن طائرة خاصة بريطانية من مطار معيتيقة الليبي إلى لندن بمرافقة وفد أمني ودبلوماسي بريطاني.

وكانت الحكومة البريطانية اصدرت مذكرة اعتقال بحق هاشم العبيدي لضلوعه في التخطيط للهجوم الذي استهدف حفلًا غنائيًا في مدينة مانشستر، وهو يعتبر الأعنف بين خمس هجمات، شنها متشددون في بريطانيا خلال السنوات القليلة الماضية، وأودت بحياة 36 شخصا.

وأكدت مصادر "قوة الردع الخاصة" في طرابلس، التي كانت تحتجز هاشم العبيدي منذ 23 مايو 2017  أنه في طريقه إلى بريطانيا بعد ترحيله بموجب حكم قضائي.

وقالت القوة، إن سلمان وهاشم سافرا جوًا معًا إلى ليبيا في أبريل 2017، ثم عاد سلمان إلى بريطانيا لتنفيذ الهجوم في قاعة مانشستر أرينا في مايو.

وكان وزير الداخلية في حكومة الوفاق  فتحي باشأغا أعلن أن محكمة ليبية وافقت على عودة هاشم العبيدي إلى بريطانيا لأنه مواطن بريطاني، لكن القتال الدائر على أطراف العاصمة الليبية يرجح أن يكون السبب وراء تأخير إجراءات التسليم. حسب ما ذكرت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي.

وشدد باشأغا، في تصريحاته لـ(بي بي سي) المنشورة يوم 27 أبريل 2019، على أن السجن الذي يحتجز فيه العبيدي آمن رغم الصراع الذي يهدد طرابلس، والذي أسفر عن مقتل 250 شخصا منذ بداية الهجوم من قبل قوات حفتر في الرابع من إبريل.

وكان الوزير الليبي قد اتهم رئيسة الوزراء البريطانية المستقيلة تيريزا ماي بالتخلي عن طرابلس وقت الحاجة بعد أن سحبت القوات البريطانية وطاقم العمل بالسفارة مع بداية الهجوم على العاصمة.

وفي 4 فبراير 2020  دانت محكمة الجنايات العليا البريطانية (أولد بيلي) هاشم العبيدي (الليبي الأصل) شقيق تفجيري مانشتستر أرينا في مايو 2017 بـ 22 تهمة بالقتل، وسيصدر النطق بالحكم في وقت لاحق.

وبدأت إجراءات محاكمة العبيدي في المحكمة العليا أمام القاضي جيريمي بيكر يوم الإثنين 4 فبراير 2020 واستمرت ثمانية أسابيع. وكان هاشم العبيدي (22 سنة)، تآمر مع شقيقه سلمان العبيدي، الذي قتل نفسه في التفجير الذي راح ضحيته 22 آخرين عندما فجر قنبلة في حفل أريانا غراندي، وأصيب ما يصل إلى ألف شخص بجروح جسدية أو أصيبوا بصدمة نفسية نتيجة للانفجار.

واستمعت محكمة أولد بيلي اللندنية إلى شهادة من النيابة العامة تقول إنه على الرغم من أن هاشم عبيدي لم يكن في المملكة المتحدة وقت الانفجار، فقد تم العثور على الحمض النووي وبصمات الأصابع في الممتلكات في مانشستر حيث صنعت القنبلة.

وكانت أول جلسة استماع لأقوال هشام العبيدي عقدت في أكتوبر 2019 وعرضت المحاكمة على الهواء مباشرة في محاكم مانشستر وليدز ونيوكاسل وغلاسكو حتى تتمكن عائلات ضحايا التفجير من مشاهدة الإجراءات.