في مثل هذا اليوم 29 أبريل من عام 1988، قاد الزعيم الراحل معمر القذافي  بلدوزر بنفسه وتوجه إلى معبر رأس جدير، أحد النقاط الحدودية بين تونس وليبيا وقام بهدمها بنفسه، في تأكيد على إصراره على تحقيق مبدأ الوحدة العربية بين ليبيا وتونس. 

وجاء هذا الحدث بعد ستة أشهر عن تولي الرئيس زين العابدين بن علي حكم تونس على إثر تغيير السابع من نوفمبر 1987 الذي كان القذافي من أبرز مؤيديه 

وفي فبراير 1988 تمت إعادة فتح الحدود البرية بين البلدين بعد سنوات من الخلافات والمد والجزر في العلاقات بين النظام الجماهيري ونظام الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة .

كان  القذافي  قد عقد اتفاقية وحدة مع  بورقيبة في جزيرة جربة التونسية في يناير 1974، واستمرت لمدة 48 ساعة، حيث طلبت فرنسا من رئيس وزراء تونس الهادي نويرة الذي كان في زيارة رسمية لطهران بقطع رحلته والعودة لتونس لإعلان اجهاض هذا المشروع، كما إتصل الجزائري هواري بومدين ببورقيبة مهددا إياه بالتدخل العسكري المباشر في حال إتمام الوحدة مع ليبيا 

وتميزت العلاقات بين البلدين بعد فشل مشروع الوحدة بكثير من الإضطرابات والإتهامات المتبادلة الى حين تغيير السابع من نوفمبر 1987 الذي شهدت بعده العلاقات تطورا واضحا وتنسيقا على جميع الأصعدة 

وراس إجدير هي قرية ساحلية ليبية ضمن الحدود الإدارية لبلدية زلطن  ومعبر حدودي على الحدود الليبية مع تونس. ويقابلها من الجانب التونسي معتمدية بن قردان الحدودية. وهي موقع لمحطة تجريبية حول استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية في مجال تحلية المياه. تعتبر معبرا لحركة التنقل والتجارة بين تونس وليبيا، ففي الفترة بين 15 فبراير و15 مارس 2007 قام 21.758 أجنبي بالدخول إلى ليبيا و8112 قاموا بالمغادرة عبر المعبر الحدودي

وتعد رأس إجدير إحدى محطات مشروع السكة الحديدية في ليبيا والتي هي تحت الإنشاء منذ 2007، وقد وقعت اتفاقية للربط مع السكة الحديدية في تونس، وكذلك جزيرة جربة.