في مثل هذا اليوم 6 مايو من العام 1981، أصدر الرئيس ريغان  أمراً بإغلاق السفارة الليبية في واشنطن وطرد جميع الدبلوماسيين وهو ما يعد التاريخ الفعلي للقطيعة التامة بين البلدين.

كانت المواجهة الأميركية لسياسات ثورة الفاتح قد إتخذت  أشكالاً مختلفة تراوحت بين الضغط السياسي والدبلوماسي وانتهاج سياسة الأبواب الموصدة، مرورا بالمقاطعة الاقتصادية وصولاً إلى المواجهة العسكرية التي طبعت مرحلة الثمانينات من القرن الماضي.

وتحديداً في فترة الرئيسين الجمهوريين رونالد ريغان وجورج بوش الأب واستمرت كذلك في عهد إدارة الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون،

 اخترقت مقاتلة أميركية بتاريخ 30 مايو 1973 المجال الجوى الليبي أثناء المناورات التي كان يجريها الأسطول السادس الأميركي قبالة الساحل الليبي ،و أوقفت الإدارة الأميركية سنة 1974 عملية تسليم ثمان طائرات طراز سي 130 إلى ليبيا رغم تسديد ثمنها 60 مليون دولار أميركي مقدماً سنة 1972.

هدد وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر في 3 يناير 1975 بإمكانية اللجوء إلى القوة ضد الدول المنتجة للنفط التي من بينها ليبيا،و أدرجت وزارة الدفاع الأميركية ليبيا على قائمة أعداء الولايات المتحدة العام 1977 وفي العام الذي يليه صدر قرار بتجميد صفقة الطائرات المدنية طراز بوينغ التي تم التعاقد بشأنها مع شركة الخطوط الجوية العربية الليبية.

 أعلنت وزارة الخارجية الأميركية في 24 يناير 1978 بأن ليبيا في مقدمة الدول التي تعتزم الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات ضدها بسبب موقفها من القضية الفلسطينية ،وطردت السلطات الأميركية بتاريخ 10 إبريل 1980 أربعة دبلوماسيين ليبيين من واشنطن وفي 27 يونيو 1980 حاولت طائرات تابعة للأسطول السادس إسقاط طائرة الزعيم الليبي معمر القذافي فوق جزيرة أوسكيتا الايطالية.

 أصدر الرئيس ريغان بتاريخ 6 مايو 1981 أمراً بإغلاق السفارة الليبية في واشنطن وطرد جميع الدبلوماسيين وهو ما يعد التاريخ الفعلي للقطيعة التامة بين البلدين وبحث مجلس الشيوخ الأميركي العام 1981 إمكانية فرض مقاطعة على استيراد النفط الليبي.

 أصدر الرئيس ريغان أمراً رئاسياً في 7 يناير 1986 حدد فيه مهلة شهر لإيقاف الشركات الأميركية وكذلك الرعايا الأميركيين لكافة أوجه التعاون مع ليبيا.

وحددت السلطات الأميركية في 12 نوفمبر 1981 نطاق حركة أعضاء البعثة الليبية الدائمة لدى الأمم المتحدة بـ 25 ميلاً من مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وكانت ليبيا الدولة الوحيدة التي حددت لها تلك المسافة.

و رفضت السلطات الأميركية في 26 يوليو 1984 منح تأشيرات دخول للرياضيين والصحافيين الليبيين المشاركين في الدورة الأولمبية التي نظمت في مدينة لوس أنجليس.

، اتهم الرئيس الأميركي ريغان في خطابه يوم 8 يوليو 1985 ليبيا من بين دول أخرى: كوبا، إيران، نيكارغوا، كوريا الشمالية بمساندة الإرهاب وهدد باستخدام القوة ضدها.

شنت الولايات المتحدة بتاريخ 24 و25 مارس 1986 عدواناً بحرياً وجوياً شاركت فيه ثلاث حاملات طائرات على أهداف مدنية وعسكرية بخليج سرت وأغرقت عدداً من الزوارق الليبية، كما شنت الولايات المتحدة في 15 أبريل 1986 هجوماً جوياً واسع النطاق على مدينتي طرابلس وبنغازي راح ضحيته 42 قتيلاً من بينهم ابنة القذافي بالتبني .

 أصدر الرئيس ريغان يوم 30 يونيو 1986 أمراً أنهت بموجبه الشركات الأميركية أعمالها وأوقفت كافة أنشطتها في ليبيا ،وقدم الرئيس كلينتون يوم 10 إبريل 1994 تقريراً إلى الكونغرس بشأن المقاطعة الاقتصادية المفروضة على ليبيا، ويتضمن تجميد أكثر من 130 معاملة مع ليبيا بقيمة 207 ملايين دولار.

 أنشأت الولايات المتحدة قسما لرعاية المصالح في السفارة البلجيكية في طرابلس في 8 فبراير 2004، ثمّ تحوّلت إلى مكتب اتصال أمريكي في 28 يونيو 2004. وعاد الدبلوماسيون الليبيون إلى التواجد في واشنطن في 8 يوليو 2004، وفتح قسم المصالح الليبية كجزء من سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة.
واستأنفت الولايات المتحدة وليبيا العلاقات الدبلوماسية الكاملة بينهما في عام 2006، عندما أصبح مكتب الاتصال سفارة. وتدهورت هذه العلاقات بشكل حاد خلال أحداث فبراير 2011 عندما إنحازت واشنطن للمتمردين المسلحين  ممّا أدّى إلى تعليق الولايات المتحدة عمليات السفارة في طرابلس في 25 فبراير. وأمرت الولايات المتحدة الحكومة الليبية بتعليق عمليات سفارتها في واشنطن يوم 16 مارس.