قال الصحفي الموريتاني محمد المختار الشيخ، إن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني نجح منذ توليه منصبه في كبح جماح المعارضة وتحويلها إلى نوع من الأغلبية الصامتة والمؤيدة.
وأشار الشيخ، في حوار مع "بوابة إفريقيا الإخبارية"، إلى عدم الحاجة لعقد حوار سياسي لأن المشهد الموريتاني اليوم خالي من الحروب والأزمات، والجميع مؤيد لكل خطوات النظام الحالي.. وإلى نص الحوار:
-الرئيس محمد الغزواني نجح في كبح جماح المعارضة.
-موريتانيا في عهد ولد الغزواني تقريباً تخلوا من المعارضة.
-لا توجد بموريتانيا حروب ولا أزمات ولا أمور تستدعي القيام بحوار سياسي.
-النظام الموريتاني بلا رؤية واضحة للملفات الخارجية.
كيف تقيم الأوضاع السياسية بشكل عام في موريتانيا؟
بالنسبة للوضع السياسي في موريتانيا فمنذ تولي الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، لزمام الأمور في البلاد سجل نجاح في كبح جماح المعارضة وتحويلها إلى نوع من الأغلبية الصامتة والمؤيدة، فالرئيس عقد عدة لقاءات مع أحزاب المعارضة وأبرز الشخصيات السياسية في البلاد، والجميع خرج راضياً من لقاء الرئيس ولد الغزواني، ولا يزال ينتظر تنفيذ ما وعد به، واللقاءات الثنائية قضت على وحدة أحزاب المعارضة وفرقتها ولم يعد لها أي تأثير في الشارع، فأصبحت موريتانيا في عهد ولد الغزواني تقريباً تخلوا من المعارضة، ومؤخراً نظم أحد أكبر أحزاب المعارضة حزب الإسلاميين "تواصل" مهرجانا ضد الفساد وارتفاع الأسعار، لكنه سرعان ما عاد للصمت والهدوء، بل والإشادة من قبل بعض قيادات الإسلاميين بالرئيس ولد الغزواني.
ومؤخراً يجري الإعداد في موريتانيا لاستكمال الحوار السياسي بين أحزاب المعارضة والموالاة وهو حوار توقف لفترات بسبب ما قالت المعارضة عنه إنه "خلاف حول من يرأس لجنة الحوار".
ماذا عن تفاصيل وحيثيات محاكمة الرئيس السابق بتهم الفساد؟
بالنسبة لملف الرئيس السابق؛ منذ خروجه من المستشفى لا يزال الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز رهن الرقابة القضائية المنزلية، فهو يخضع للعلاج في منزله المحاصر من قبل الأمن وتمنع وسائل الاعلام منذ أسبوع من التوصل لمعلومات حول حالته الصحية بعد خروجه من مستشفى أمراض القلب.
والملف عموماً تفوح منه رائح الانتقام السياسي، فقد تحول من ملف قضائي تحت بند محاربة الفساد إلى بند سياسي يمنع فيه الرجل الذي حكم البلاد عقداً من الزمن من حقه في تلقي العلاج بالخارج، ناهيك عن ظروف سجنه واعتقاله التي خلقت تعاطفاً شعبياً وإعلامياً كبيراً مع ولد عبد العزيز.
هناك دعوات لإطلاق حوار سياسي.. إلى أي مدى يمكن لهذا الحوار تحسين الوضع في البلاد؟
بالنسبة لموضوع الحوار السياسي لا توجد بموريتانيا حروب ولا أزمات ولا أمور تستدعي القيام بحوار سياسي، تقريباً الجميع مؤيد لكل خطوات النظام الحالي، ورغم ذلك النظام بدأ فعلياً حواراً سياسياً مع الأحزاب الموالية والمعارضة وانقضت منه جولة وتجري الاستعدادات لعقد جولات أخرى.
والتوصيف الأصح لما يحدث هو التسويق السياسي للنظام الحالي الذي يسعى لإظهار نفسه كموحد وجامع شمل الجميع، وهو في الحقيقة حوار بلا جدوى على أرض الواقع فلن يغير شيئاً من واقع المواطن الذي يجد نفسه أمام موجة الغلاء، وصعوبة المعيشية، وانهيار المنظومة التعليمية والصحية، والتراجع على مستوى الحريات العامة من خلال ما يسمى قانون حماية الرموز الوطنية الذي صادق عليه البرلمان مؤخراً.
إلى أين وصل دور موريتانيا في المنطقة المغاربية وتوسطها لحل الخلاف الجزائري المغربي؟
بالنسبة للموقف الموريتاني من الأزمة المغاربية؛ موريتانيا هي للحياد أقرب، وإن كانت تقاربت مؤخرا من الجزائر من خلال الزيارة التي أداها الرئيس ولد الغزواني للجزائر والتي استمرت ثلاثة أيام وتم خلالها عقد العديد من الاتفاقيات، لكن في نفس التوقيت هي لن تخسر المغرب. وبالنسبة للرئاسة فلا تبدو هناك أي ملامح لها، موريتانيا حالياً في موقف ضعيف جداً، ونظامها بلا رؤية واضحة للملفات الخارجية.