بات بإمكان الإرهابي الذي يأمل شراء سلاح مضاد الطائرات في السنوات الأخيرة، ألا ينظر إلى أبعد من الفيسبوك، الذي يستضيف عددا من بازارات الأسلحة عبر الإنترنت مترامية الأطراف، مقدمة أسلحة تتراوح بين المسدسات والقنابل اليدوية والرشاشات الثقيلة والصواريخ الموجهة.

ويعرض موقع الفيسبوك أدلة على جهود واسعة النطاق لبيع أو شراء الأسلحة التي يطمع الإرهابيون والمسلحون في الحصول عليها. وكثير من هذه الأسلحة مصدرها الولايات المتحدة ويتم توزيعها لقوات الأمن أو وكلاء واشنطن في الشرق الأوسط. بازارات الأسلحة هذه على الانترنت، التي تشكل خرقا للحظر الذي يفرضه موقع فيسبوك على مبيعات الأسلحة، تتمظهر بشكل أقوى في المناطق التي يتواجد فيها في تنظيم داعش.

هذا الأسبوع، وبعدما قدمت صحيفة نيويورك تايمز لموقع فيسبوك سبعة أمثلة لهذه الجماعات المشبوهة في الفضاء الالكتروني، أغلقت الشركة (فيسبوك) ستة منها.

واستندت نتائج الدراسة إلى بحث أجرته مجموعة استشارية خاصة تدعى خدمات البحوث حول الأسلحة (Armament Research Services)، والتي تهتم بعمليات بيع الأسلحة على وسائل الإعلام الاجتماعي في ليبيا، وسوريا والعراق واليمن.

تزدهر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سوق غير مشروعة لبيع الأسلحة على الإنترنت، وذلك وفقا لدراسة نشرت اليوم وجدت أن مبيعات الأسلحة الثقيلة والصواريخ والقاذفات والمدافع المضادة للطائرات، تباع على حسابات خاصة على الفيسبوك في ليبيا. الدراسة حول الأسلحة الصغيرة، خلصت إلى أن هذه التجارة عبر وسائل الإعلام الاجتماعي بدأت في عام 2013 وما زالت تنمو.

وينشر الباعة صور بضاعتهم في مواقع مثل "سوق الأسلحة النارية الليبية" (الذي تم إغلاقه الآن). ويقدّر متوسط سعر الرشاشات الثقيلة بـ 8125 دينار ليبي، (حوالي 5900 $) فيما بلغ سعر قاذفات الصواريخ 9000 دينار ليبي، أما النظام المضاد للطائرات، وZPU-2 روسية الصنع، فكانت تعرض بـ 85000 دينار ليبي (أي 62،000 دولار).

معظم الأسلحة المعروضة كانت عبارة عن بنادق، بما في ذلك بنادق كلاشينكوف (بحوالي 8000 دينار ليبي) ومسدسات. ولم يكن الباعة في كثير من الأحيان يحددون ثمنا في إعلاناتهم، ويفضلون التفاوض عبر الهاتف أو عبر رسائل خاصة، لكن الباحثين تمكنوا من توثيق متوسط الأسعار.

وسجل فريق البحث 1،346 من المبيعات على مدى 18 شهرا الماضية، ووجدوا أن ما بين 250 و300 إعلان بيع ينضاف كل شهر. ويعتقد الباحثون أن هذا الرقم هو مجرد جزء صغير من إجمالي تجارة الأسلحة التي تتم على وسائل الإعلام الاجتماعي في المنطقة.

وتتم معظم المبيعات في المدن الليبية الكبرى مثل طرابلس وبنغازي. الباعة والمشترون هم في الغالب من الميليشيا أو الأفراد الذين يشترون "السلع" للدفاع عن النفس.

ويقول جونز ينزن في ليبيا، إن "الخوف من الجريمة يدفع الكثير من الناس إلى شراء مسدسات. كثيرون يشترون المسدسات في المقام الأول للدفاع عن النفس وبشكل خاص لحماية السيارات من السرقة".

وتتراوح مجموعات الفيسبوك من 400 إلى 14000 عضوا، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، والتي تمكنت من متابعة مواقع المجموعات قبل أن يتم إغلاقها من قبل عملاق وسائل الاعلام الاجتماعية.

وخلال 40 عاما من الحكم، خزن نظام العقيد معمر القذافي أسلحة بقيمة 30 مليار دولار من الأسلحة. لكن في ذلك الوقت، كانت تجارة الأسلحة تخضع لنظام صارم وكان الوصول إلى الانترنت محدودا في البلاد حينئذ. ومنذ الإطاحة بالقذافي في عام 2011، وجدت تلك الأسلحة تدفقا في السوق المحلي، وذلك على نحو متزايد عن طريقها الإنترنت.