بدأ تنظيم داعش في استخدام طائرات صغيرة من دون طيار وتسجيل عملياته الانتحارية لتوزيع الأفلام على مواقع الانترنت ليس فقط لترهيب "الأعداء" ولكن أيضا لتجنيد عناصر جديدة.

في أحد أشرطة الفيديو؛ يظهر انتحاري بجانب شاحنة مثقلة بالمتفجرات وهو يعانق أحد مقاتلي التنظيم قبل أن يسوق شاحنته إلى مدينة ليبية ليفجر نفسه هناك.

شريط الفيديو الذي راج في شهر يناير الماضي؛ يظهر التفجير من السماء. ولقد كانت تلك اول مرة يستخدم فيها "داعش" طائرة من دون طيار لتسجيل اللحظات الأخيرة لأحد عناصره الانتحاريين.

كما استخدم التنظيم طائرات "الدرونز" لتصوير المعارك في الرمادي بالعراق في أواخر العام الماضي (2015). وقد استخدمت المادة المصورة في شريط دعائي "لداعش".

والحال أن مجندي "داعش" لا يتورعون عن سرقة أشرطة الآخرين لتسخيرها في خدمة دعايتهم. بعد أن قتل سيد فاروق وتشفين مالك 14 شخصا خلال إحدى الحفلات بسان بيرناردينو في كاليفورنيا أواخر 2015؛ قامت وسائل إعلام أمريكية بتصوير منزل القاتلين وكانت بين الصور صورة سرير لطفلتهما البالغ من العمر 6 أشهر.

تنظيم "داعش" استخدم الفيديو في مجلته الصادرة بالإنجليزية واظهر صور السرير مملوءة بالألعاب والدمى وكتب تحتها: «سيد وزوجته لم يترددا في القيام بالواجب رغم أن لديهما طفلة تحتاج لرعايتهما".

والحقيقة أن "داعش" أبان عن مهارة كبيرة في استخدام الأدوات الرقمية لنشر دعاية؛ وهو ما جعله سباقا في هذا المجال بالمقارنة مع تنظيمات إرهابية سابقة أو معاصرة له. "لم يسبق أن وصل تنظيم إرهابي في التاريخ بهذا اليسر والسهولة إلى عقول وعيون الملايين".

 لقد استغل "داعش" الإرهابي شبكة منوعة من المنصات: شبكات للتواصل الاجتماعي كتويتر وفيسبوك وتطبيقات تمرير الرسائل ك "تلغرام" و "شور سبوت". وضمنت له هذه الوسائط أرضية "للعمليات الإعلامية اللا مركزية" ومعينا من المضمون المتجدد واشرطة فيديو من غرب أفريقيا إلى القوقاز."

وهذه العملية متطورة لدى التنظيم إلى حد بعيد، حيث أصدر التنظيم وفق عينة بحثية 38 مادة جديدة في اليوم: أشرطة من 20 دقيقة ووثائقيات ومقالات وتسجيلات صوتية ومنشورات بمختلف اللغات بحسب نتائج دراسة لمؤسسة كويليام في عام 2015.

كما يضم الإنتاج الإعلامي للتنظيم أوراق عمل موجهة للعموم وأحاديث عن التنمية الاقتصادية والاستراتيجيات العسكرية. أما موضوعات ومضامين هذا "المحكي الداعشي" فتتراوح بين الانتماء والقسوة والرهبة والاضطهاد والحرب والمثالية وفق دراسة كويليام دائما.

وبحوث "داعش" شاملة جدا بحيث أن منصاتها يمكنها أن تعمل "كنظام إعلام مفتوح وعملي" باتجاه المحبطين والمغرر بهم وفق الدراسة؛ وذلك إلى درجة يخيل فيها للبعض أن "العنف هو جزء من مهمة واسعة وأكبر وبشكل يغري بالانضمام إلى "الخلافة".