فاز الفيلم التسجيلي (أول ذا بيوتي اند بلودشيد) "كل الجمال وإراقة الدماء" عن المصورة الأمريكية نان جولدن وصراعها مع أسرة ساكلر الثرية بجائزة الأسد الذهبي الرئيسية في مهرجان البندقية السينمائي يوم السبت.

ويمزج الفيلم الذي أخرجته الصحفية الاستقصائية لورا بويتراس القصة المشهودة عن حياة جولدن بالحملة التي شنتها لتحميل أسرة ساكلر وشركة الأدوية التي تملكها المسؤولية عن أزمة المواد الأفيونية الأمريكية.

وهذه هي المرة الثانية في تاريخ المهرجان السينمائي الممتد منذ 79 عاما التي تذهب فيها جائزته الرئيسية إلى فيلم تسجيلي. ويعتبر المهرجان في الغالب منصة انطلاق لأعمال الطامحين للفوز بجوائز الأوسكار.

وفازت بجائزة أحسن ممثلة الأسترالية كيت بلانشيت عن دورها في فيلم (تار) في حين فاز بجائزة أحسن ممثل الأيرلندي كولين فاريل عن دوره في فيلم الكوميديا المأساوية (ذا بانشي أوف إينيشيرين).

وذهبت جائزة المركز الثاني، وهي جائزة لجنة التحكيم الكبرى (الأسد الفضي)، إلى الدراما الفرنسية المعقدة (سانت أومير) للمخرجة أليس ديوب وهو أول عمل سينمائي لها بعد سلسلة من الأفلام التسجيلية.

وتفوق فيلم (أول ذا بيوتي اند بلودشيد) على سلسلة من الأفلام المنافسة التي حظيت باهتمام كبير ومن بينها رباعية لعملاق البث الأمريكي نتفليكس وأفلام دراما أوروبية.

ويدور الفيلم التسجيلي حول الكثير من صور جولدن المأخوذة من عرض الشرائح الخاص بها وعنوانه "أغنية التبعية الجنسية" والذي يوثق الثقافات الفرعية في نيويورك في الفترة من عام 1979 إلى عام 1986.

لكن جولدن تقول إن مسيرتها المهنية انتهت تقريبا عام 2014 عندما أدمنت عقار أوكسيكونتين المسكن للآلام الذي تنتجه شركة بورديو فارما المملوكة لعائلة ساكلر والذي تناولته بعد عملية جراحية.

وهناك زعم بأن بورديو فارما هونت من شأن مخاطر إدمان أوكسيكونتين مما ساعد في اشتعال أزمة صحية تسببت في وفاة أكثر من نصف مليون شخص بجرعات زائدة من المواد الأفيونية على مدى عقدين. وطلبت الشركة إشهار إفلاسها في عام 2019.

ونفت أسرة ساكلر ارتكاب أي خطأ لكنها قالت في مارس آذار إنها "تأسف بصدق" لأن أوكسيكونتين صار "بشكل غير متوقع جزءا من أزمة مواد أفيونية".

وخاضت جولدن معركة استمرت سنوات لجعل المتاحف تتوقف عن قبول أموال من الأسرة قائلة إنها يجب ألا يُسمح لها بأن تشتري الاحترام عبر "التبرعات المسمومة".

وقالت المخرجة بويتراس وهي تتسلم جائزة الأسد الذهبي "عرفت في حياتي الكثير من الأشخاص الذين يتسمون بالجرأة والشجاعة لكني لم أقابل أحدا مثل نان، الإنسانة التي استطاعت أن تتخذ قرار مواجهة أسرة ساكلر صاحبة المليارات".

اختتم حفل يوم السبت 11 يوما من ماراثون الأفلام والذي جذب إلى السجادة الحمراء في البندقية كوكبة من النجوم من بينهم تيموتي شالامي وآنا دي أرماس وسايدي سينك وهاري ستايلز وبينيلوبي كروز وكريستوف والتز.

ومن بين الجوائز الأخرى الممنوحة جائزة خاصة من لجنة التحكيم لفيلم (نو بيرز) "لا أعباء" للمخرج الإيراني جعفر بناهي الذي يقضي عقوبة السجن ست سنوات في بلاده.

وذهبت جائزة أفضل مخرج إلى الإيطالي لوكا جوادانيينو عن فيلمه (بونز اند أول) "العظام وكل شيء" الذي يحكي قصة حب أحد طرفيها من آكلي لحوم البشر، وحصلت نجمته الشابة تيلور راسل على جائزة أفضل ممثل أو ممثلة ناشئين.

ونال مارتن ماكدونا جائزة أفضل سيناريو عن فيلم (ذا بانشي أوف إينيشيرين) الذي أخرجه أيضا.