قبل نحو 10 سنوات، أطل المخرج ستيفن سودربرغ، ومعه السيناريست سكوت بورنس، بفيلم «كونتيجن»، قدما فيه قصة خيالية، تدور رحاها حول فيروس ينشأ في الصين، ويضرب من بعدها دول العالم.
في ذلك الفيلم، تخلو الشوارع من المارة وتسود الفوضى، فالكل يسعى لينجو بنفسه من الفيروس الخطير، ويبدو أننا حالياً بتنا واقعياً نعيش بعضاً من مشاهد ذلك الفيلم، بعد أن تمكن فيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19) من ضرب العالم أجمع، مجبراً دوله على دخول الحجر الصحي، كمحاولة للحد من انتشار الفيروس.
ما صوره سودربرغ خيالاً في السينما قبل 10 سنوات، أصبح اليوم واقعاً، وها هو «كورونا» يوجه «ضربة ساخنة» للصناعة، بعد إجباره الكثير من الاستوديوهات على إغلاق مواقع تصوير أفلامها، لتضع بذلك الكاميرات أوزارها حتى إشعار آخر، في وقت ساد الصمت فضاء صالات العرض المحلية والعالمية بعد إغلاقها أبوابها معلنة وقف عروض الأفلام، وسط حالة من التأجيل «الجماعي» لأفلام «ثقيلة الوزن» كان مقرراً عرضها خلال الشهرين الجاري والمقبل، في ظل توقعات بأن يصل حجم خسائر شباك التذاكر العالمي إلى 17 مليار دولار.
التأجيل لم يكن قاصراً على الأفلام القادمة من أمريكا، وإنما أصاب أيضاً أفلاماً محلية، وفي هذا السياق سجل المنتج والمخرج عامر سالمين اسمه في قائمة الملتزمين بأمن وصحة المجتمع، بإعلانه عن تأجيل عروض فيلمه «شبح»، ليتبعه بعد ذلك زميله المخرج أحمد زين، الذي بادر إلى إيقاف أعمال تصوير فيلمه «العم ناجي 2»، بهدف حماية طاقم العمل من انتشار الفيروس، فيما حول المخرج طلال محمود موقع تصوير فيلمه B82 إلى أشبه بمنطقة حجر صحي، يخضع كل من يقصده إلى الفحص وإجراءات احترازية صارمة، بهدف حماية الجميع من الفيروس، وسرعان ما أعلن عن انتهاء أعمال تصوير الفيلم، في وقت ساد فيه الصمت فضاء دور العرض السينمائية المحلية.
أما عالمياً، فلم يكن الوضع أفضل، فقد أعطى المخرج مات ريفيس أمراً بإخلاء مواقع تصوير فيلم «باتمان» الذي يلعب بطولته الممثل روبرت باتينسون، حيث اضطر الأخير إلى مغادرة ليفربول، مخافة الإصابة بالفيروس، وهو ما انسحب أيضاً على الجزء الثالث من فيلم «جوراسيك وورلد» للمخرج كولين تريفورو، وفيلم «The Last Duel» للمخرج ريدلي سكوت، وفيلم «مهمة مستحيلة» الذي كان يصوره توم كروز في إيطاليا، حيث أغلقت مواقعها جميعاً.
إلغاء عروض الأفلام وتأجيلها ألقى بظلال «سوداوية» على شباك التذاكر الأمريكي تحديداً، وفق ما أشارت إليه الأرقام التي حملتها التقارير الصادرة أخيراً، لا سيما بعد إغلاق صالات السينما أبوابها في عدد من المدن الأمريكية. وفي هذا السياق، وصف موقع «جورنال» في تقريره «نهاية الأسبوع الماضي، بأنها الأسوأ في هوليوود».