مخرج موريتاني عالمي اسمه عبد الرحمن سيساكو. وهو يقدم فيلمه عن الحياة في شمال مالي في ظل تواجد جهاديي تنظيم القاعدة، لم يتمالك نفسه وهو يعرضفيلمه الموسوم " تومبتكو " مدينة بشمال مالي عاشت ويلات الإرهاب جراءالحرب والدمار بفعل تواجد مسلحي تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي هناك.
الفليم الذي رشح بقوة لنيل جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائيالمقام بمدينة كان بشمال فرنسا منذ الأربعاء، يكون قد فتح بابا لم يكن ليفتح سوى عبر الإعلام في شكل تقارير إخبارية عن الجهاديين وسكان شمال مالي. لكن المخرج الموريتاني العالمي فضل رفع التحدي والغوص في الحياة في ظل حكم الإرهابيين، وجسد ذلك فنيا عن طريق فيلمه " تومبكتو " وهو فيلم مستوحى من واقع معاش لسكان شمال مالي. مدينة تومبكتو دخلت لمهرجان كان في ظرف تعيش فيه منطقة الساحل تهديدا مستمرا للجهاديين.
وكانت لجنة تحكيم النسخة 67 من المهرجان السينمائي الذي ينظم كل عام بنفسالمدينة ويشارك فيه سينمائيون من مختلف قارات العالم، قد أعلنت أن الفيلمالموريتاني لمخرجه الموريتاني عبد الرحمان سيساكو قد دخل المنافسة على السعفة الذهبية (الجائزة التي يمنحهما المهرجان سنويا لأفضل الأفلام). وهو من بين 18 فيلم تنافس على الجائزة، وقد تمت الإشارة إلى أن الفيلم الموسوم " تومبكتو " الطيور الحزينة، هو عمل مهم وقد تكون الجائزة من نصيبه.
الفيلم المرشح لجائزة السعفة الذهبية، يتناول الحياة تحت حكم القاعدة فيشمال مالي. وللمدينة " تمبكتو " هي إحدى المدن الثلاثة التي يقطنها مواطنون ماليون من الطوارق الأزواد. هؤلاء وفقا لقصة الفيلم واجهوا قمعا من طرف المسلحين الذين قدموا من دول مختلفة أبرزها من ليبيا والسودان، الجزائر، ومصر، وعدة دول عربية وغير عربية. كلهم دخلوا مدن كيدال، تمبكتو، وغاوه. المدن الثلاثة كانت مسرحا لتمرد الازواد الذين تقودهم حركة مسلحة متمدرة تسمى " الحركة الوطنية لتحرير ازواد " لمن لم تكن بمثل قساوة الجهاديين من غير الازواد، والدليل أنه بعد التمرد والخروج عن سيطرة الجيش المالي وابعاده الى داخل القسم الجنوبية الغربية لدولة مالي، سيطر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي التي يتزعمه ابو مصعب عبد الودود ( دروكدال )، على الاقيلم بحجة محاربة الفرنسيين والدول الغربية واقامة دولة اسلامية في منطقة الساحل.
كل هذا تجسد في الفيلم مركزا أكثر على ما كان يريد الجهاديون فرضه على سكان المدن المذكورة وخاصة تومبكتو الأكثر شهرة بثقافتها العريقة وعمرانها القديم وقبابها وأضرحتها، هذا التميز جعل الجهاديين يدمرون ويخربون ويعلنون فرض قوانين جديدة بحجةتعاليم الاسلام. فحرموا التدخين والخمور وفرضوا الحجاب على النساء وحتى قاموا بجلد البعض بدعوى تطبيق الحدود في حق كل من يخالف الشريعة. وحرموا حتى الحب والعشق. ذلك وغيره ما أراد المخرج الموريتاني تصويره في فيلمه مركزا على الصورة الحزينة القاتمة التي عاشها سكان تمبكتو بعد تمرد مسلحي الشمال وسيطرة القاعدة على الحياة هناك.