تقدم المئات من عناصر السيليكا (ميليشيات ذات أغلبية مسلمة) اليوم الأحد، نحو مناطق شمالي شرق بانغي عاصمة أفريقيا الوسطى، وتحديدا نحو بلدة "بوسانغوا" بهدف السيطرة على المدينة التي تعد معقل ميليشيات الـ"أنت بالاكا" (مسيحية)، بحسب قادة عسكريون ميدانيون بالسيليكا.وأضاف القادة، الذين فضلوا عدم نشر اسمهم، أن الهدف من الزحف نحو "بوسانغوا" هو "إجبار" رئيسة المرحلة الانتقالية "كاترين زامبا بانزا" على احترام "اتفاقيات نجامينا" فيما لم يتم تأكيد ذلك  حتى الساعة من السلطات في أفريقيا الوسطى أو من قادة الأنتي بالاكا.

ويتجمع نحو 400 مسلح من الـ"سيليكا" في "سيدو" القريبة من "بوسانغوا" للتزود بالبنزين بحسب قيادي في السيليكا.ومن المنتظر أن تنضم إلى هذه الفصائل قوات أخرى من السيليكا للزحف نحو "بوسانغوا"، وفقا للقيادي بالسيليكا، الذي رفض الكشف عن موعد الهجوم "لأسباب استراتيجية"، بينما ذكرت مصادر عسكرية أخرى تابعة للسيليكا أن فصائل التحالف ذي الغالبية المسلمة ستصل إلى معقل الأنتي بالاكا "غدا على أقصى تقدير".   وأعلن  قادة عسكريون من السيليكا عن استعادة بلدتين مؤخرا شمالي بانغي، هما "سيبوت" و "دامار".

في المقابل، استبعد قادة بالسيليكا فرضية الاشتباك مع بعثة الميسكا (قوات أفريقية لحفظ الأمن في أفريقيا الوسطى) عدم الهجوم على "بوسانغوا"، مشيرين إلى أن هدفهم "طرد" ميليشيات الأنتي بالاكا والتقدم نحو بانغي، كما أنهم "لا يخشون" المواجهة مع قوات "سانغريس" الفرنسية.وعن ذلك قال جنرال بالسيليكا: "إذا هاجمتنا سانغريس، في مقدورنا الرد والدفاع عن أنفسنا".وأضاف جنرال آخر من السيليكا يدعى "علي الحاج" : "نحن مصممون على الذهاب إلى أقصى حد ولا أحد بإمكانه إثناؤنا عن تحقيق أهدافنا ولو استوجب الأمر مواجهة سانغريس".

وفي السياق ذاته قال الجنرال "آدم علي": "السيليكا لم تعد ملزمة بالامتثال للتجمع "(تجمع مفروض على مقاتلي السيليكا يمنع عليها التحرك أو استخدام السلاح) بسبب عدم احترام الرئيسة الانتقالية، كاترين سامبا مبنزا لاتفاقيات نجامينا التي تنص على أن رئيس الحكومة الانتقالية ووزير الدفاع ووزير الداخلية يجب أن يكونوا من السيليكا".  وأضاف: "إذا ما قررت (الرئيسة) احترام اتفاقيات نجامينا، نحن جاهزون لتسليم أسلحتنا".وأشار الجنرال "آدم علي" إلى أن المسلمين في أفريقيا الوسطى يتعرضون للانتهاكات في "حصانة تامة"، نافيا في الوقت ذاته أن يكون الصراع طائفيا فيما تبدو قوات سانغريس وكأنها تشجع على هذه الاعمال في ممارسة لسياسة الكيل بمكيالين".وأضاف: "في أفريقيا الوسطى، دمر الأنتي بالاكا 370 مسجدا...في المقابل لم نتعرض نحن بسوء لأي كنيسة.. وماذا تفعل قوات سانغريس؟ تنزع سلاحنا وتقدم أسلحة للأنتي بالاكا، من قاذفات القنابل إلى الآم 14 (رشاشات)".

يشار إلى أنه تم توقيع اتفاقيات نجامينا في العاصمة التشادية، يوم 10 يناير/كانون الثاني 2014، بهدف تنظيم الفترة الانتقالية في أفريقيا الوسطى إثر تقديم الرئيس السابق "ميشال دجوتوديا" لاستقالته.وتنص "اتفاقات نجامينا" على تقسيم السلطة  بين الأطراف الرئيسية للأزمة بمنح منصب رئيس الحكومة للسيليكا.وفي 17 يناير/كانون الثاني، تم خرق هذه الاتفاقيات، بتعيين "أندري نزاباييكي" على رأس الحكومة في إفريقيا الوسطى.