دعا عدد من قادة "سيليكا" (ميليشيات مسلمة)، المتجمّعة حاليا في بانغي وبعض محافظات أفريقيا الوسطى التي تجتاحها موجة من أعمال العنف، سكان البلاد إلى الاتحاد من أجل تجاوز الأزمة، مؤكدين أنّ بلادهم "غير قابلة للتقسيم".

جاء هذا في بيان أصدره عدد من قادة "سيليكا"، وهم: عيسى إيساكا، وعبد الكريم موسى، وأباكار زكريا، والعقيد أباكار مصطفى، تلقت وكالة الأناضول نسخة منه اليوم.

وفي بيانهم قال القادة: "سكان أفريقيا الوسطى، علينا جميعا أن نبذل جهودا للتغلّب على خلافاتنا، وإقرار المصالحة بيننا من أجل بناء وطننا.. هذا الوطن الذي ينتظرنا لنعيد تشييده بسواعدنا، ليستعيد مكانته بين الأمم".

وأضاف البيان "تحالف (سيليكا) اختار السلام، ويمتنع عن الردّ عن كلّ أشكال الاستفزاز، والهجمات التي تستهدف عناصرها كلّ يوم، رغم امتلاكنا لوسائل الردّ المناسبة".

وتابع قادة سيليكا: "إرادتنا وتوجّهنا نحو حفظ السلام ينبعان من مبدأ قبولنا بتجميع كلّ عناصرنا في بانغي وفي المحافظات، ومواصلة نزع سلاح رجالنا على كامل تراب البلاد".

وحث القادة، في بيانهم، القوات الدولية على "مواصلة العمل على دعم الاستقرار في البلاد، والتسريع في عملية نزع السلاح والتسريح، وإدماج عناصر (سيليكا) في الحياة السياسية والاقتصادية للبلاد، بهدف بثّ الاطمئنان في قلوب السكان الذين يتطلّعون إلى العيش في وسط آمن، بمنأى عن الأسلحة وأصوات رصاصها".

وأشار القادة إلى ما تتمتّع به جمهورية أفريقيا الوسطة من مكانة في نفوسهم، فهي "وطن مشترك" بينهم، وكثير منهم "دفع حياته من أجل ضمان وحدتها".

واختتموا بيانهم، بالقول "من أجل كلّ هذا، نعيدها للمرة الألف وبصوت عال.. أفريقيا الوسطى ستظلّ متّحدة ولن تنقسم".

وتعيش أفريقيا الوسطى منذ الخامس من ديسمبر/ كانون الأوّل الماضي صراعا طائفيا استدعى تدخّل فرنسا عبر ما يعرف بعملية "سانغاريس"، كما قام الاتحاد الافريقي بنشر بعثة دولية لدعم افريقيا الوسطى والتوصّل إلى تسوية للنزاع فيها.  

ويواصل المسلمون الفرار من منازلهم في بانغي عاصمة أفريقيا الوسطى، ومختلف أنحاء البلاد إثر تصاعد الهجمات الطائفية، حيث زاد استهدف الأقلية المسلمة منذ تنصيب كاثرين سامبا-بانزا المسيحية، رئيسة مؤقتة جديدة للبلاد شهر فبراير/ شباط الماضي، خلفًا لميشال دجوتوديا، أول رئيس مسلم للبلاد منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، الذي استقال من منصبه بفعل ضغوط دولية وإقليمية.

دجوتوديا، زعيم ميلشيات سيليكا، كان قد تولى رئاسة البلاد في أبريل/نيسان من العام الماضي، بعد شهر واحد من إطاحة المليشيات بالرئيس السابق فرانسوا بوزيزي، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب عام 2003.