كشف عمر مالك قاضي المحكمة العليا الإرتيرية منذ العام 1992 إلي 2005م.. تفاصيل ماسأته وأسرته بالسودان بسبب الأمم المتحدة التي قامت بإستلامه من معسكر اللاجئين بمنطقة ( الشقيلاب ) السودانية ومن ثم اسكنته في فندق ( السواقي ) بالخرطوم ثلاث أشهر ثم نقلته إلي معسكر اللاجئين بالخرطوم وظل معلقا طوال بقائه بالمعسكر إلي أن أضطر إلي استئجار منزل بالصحافة وعندما عجز من سداد قيمة الإيجار خرج منه للإقامة مع صديق له.. والمثير في قضية هذا القاضي أنه علي مدي أربع سنوات يعمل ( عتالا ) في سوق الخضار بالخرطوم علي أمل أن تخطره الأمم المتحدة بموعد سفره إلي دولة أوروبية أو تعيده إلي معسكر اللاجئين بالمنطقة السودانية الحدودية.
وقال : قصتي من أغرب القصص.. إذ أن سيناريوها بدأ من السودان الذي أنجبني فيه والدي ووالدتي بمدينة (القضارف) التي درست فيها المراحل الإبتداية والمتوسطة والثانوي العالي ثم شددت الرحال من هناك إلي العراق التي قدمت فيها للدراسة الجامعية إلا أن مكتب القبول ادخلني كلية غير كلية القانون التي كنت أرغب فيها الأمر الذي حدا التوجه مباشرة إلي سوريا التي درست فيها القانون إلي أن تخرجت من الجامعة.
وماذا بعد ذلك؟ قال : وفي العام 1992م غادرت سوريا عائدا إلي إرتيريا فالتحقت بالقضاء الإرتيري الذي تدرجت فيه إلي أن وصلت إلي درجة قاضي محكمة عليا.. وبعد ذلك حدثت لي بعض الإشكاليات التي عبرت علي أثرها الحدود الإرتيرية ترافقني أسرتي إلي السودان التي تم ايداعنا فيه بمنطقة ( الشيقلاب) الخاصة باللاجئين وهناك تمت تكملت إجراءاتي وبعض المسئولين الكبار ومن هناك تم أخذنا بواسطة ممثلي الأمم المتحدة إلي مدينة (كسلا) ومنها إلي الخرطوم التي تم إنزالنا فيها بفندق ( السواقي ) ثلاث أشهر من تاريخه بعدها قامت الأمم المتحدة بعمل إجراءات جديدة علي أساس أن يتم تسفيرنا من السودان إلي دولة أوروبية وبعد الاختبارات.. تعرض معسكر اللاجئين إلي حريق أدي إلي أن تلتهم النار جزء من أوراقي الخاصة بإجراءات قبولي كلاجيء كما تم منحي أوراقا تثبت ذلك.. المهم أنني ابلغت إدارة الأمم المتحدة بالحريق الذي تعرضت له بالمعسكر.
هل سافر من كان معك في الإختبارات التي أجرتها لكم الأمم المتحدة؟ قال : كنا ( 14 ) تم تسفيرهم جميعا إلي دولة أوروبية باستثنائي علما بأن المسئول الأممي قال لي : مجموعتكم كلها تم قبولها للسفر.. في حين تم أخطار ال( 13 ) وتجاوزنوني رغما عن أنني دراست معلومات عن الدولة الأوروبية وخلال الدراسة وجدت أسمي مدرجا في قائمة تناول الاطعمة بينما لم أجده في القائمة الرئيسية فسألت عن ذلك فجاءني الرد بعدم قبولي فقلت لماذا لم تخبروني برسوبي في الإمتحان؟ وإذا كنت أصلا من الراسبين لماذا وجدت أسمي مدرجا ضمن المجموعة المتوجه إلي الدولة الأوروبية عموما أصروا علي أنني رسبت وطلبوا مني عدم المجيء في اليوم التالي وكان أن نفذت توجيهاتهم إلا أنهم جاءوا إلينا في المعسكر وأمرونا بالخروج من المعسكر فقلت لهم أنتم من اخضرتمونا من معسكر وطالما أنكم فعلتم ذلك يجب أن تتحملوا مسئوليتي وأسرتي بأعتبار أن الأمم المتحدة هي التي أأت بي من هناك إلي هنا.. وليس لدي إقامة في السودان خاصة وأنهم عندما اعطوني الوريقات الموضوعة علي منضدتك كنت أحمل بطاقة لاجئ من معسكر منطقة ( الشيقلاب ) السودانية علي أساس أن فترة إقامتنا في مدينة الخرطوم قصيرة وعندما طلب منا إستخراج بطاقة كانت بطاقتي الأولي صالحة للإستخدام ولكن عندما سافر أفراد مجموعتي إلي الدولة الأوروبية منذ العام 2011م فأصبحت أنا وأسرتي في ضياع وكلما ذهبت إلي الأمم المتحدة بالخرطوم يضربون لي موعدا آخرا مع عمل اختبارات جديدة.. وحينما أسأل لماذا؟ يقولون إن هذه الدولة أو تلك تأخرت في الرد علينا.
ماهي الفترة الزمنية التي أمضيتها في السودان منذ أستقدام الأمم المتحدة لك؟ قال : قضيت أربع سنوات بالسودان ترافقني أسرتي المكونة من زوجتي وخمسة أبناء ما بين ذكر وأنثي منذ اللحظة التي احضرت فيها من هناك إلي هنا.
كم هي سنوات خدمتك في السلطة القضائية الإريترية إلي أن أصبحت قاضي محكمة عليا؟ قال : منذ العام 1992 إلي 2005م وتدرجت في القضاء من قاضي إقليم بمنطقة القاش الإريترية إلي قاضي محكمة عليا.
ما نوعية القضايا التي كنت تحكمها في إريتريا؟ قال : القضايا الجنائية والمدنية بالرغم من أن المجتمع الإريتري.. مجتمع مسالم ولايميل إلي الجريمة كثيرا.
ما القضية التي حكمتها ومازالت عالقة في ذهنك؟ قال : القضايا في إيتريا ليست بالقضايا المعقدة اللهم إلا من بعض التفلتات التي يتم حلها بالصورة الأهلية خاصة قضايا الطلاق.
ماهي القضية التي وقفت عندها ؟ قال : أغرب جريمة هي بلاشك جرائم القتل ومن تلك الجرائم التي وقفت عنها الجريمة التي ارتكبها شاب غاضب أقدم علي قتل خطيبته وشقيقتها ووالدتها بسبب مماطلات إتمام مراسم الزواج وبذلك أنتقم منهم وحكم عليه بالمؤبد.
كيف أمضيت الأربع سنوات في السودان؟ قال : معاناة في معاناة وتتمثل تلك المعاناة في أنني لدي أسرة أعولها بالعمل ( عتالي ) في سوق الخضار بالخرطوم لكي اتمكن من الانفاق علي أسرتي ضف إلي ذلك دفع أجرة المنزل بالصحافة إلا أنني غادرته نسبة لعدم مقدرتي علي دفع الأجرة وما اتحصل عليه من العتالة لايكفي حتي حق ( قفة الخضار ) علما بأنني لا أجيد عملا غير مهنتي القانونية التي درستها في سوريا.. ورغما عن ذلك ظللت أربع سنوات أعمل (عتالا) بسوق الخضار.
إلي أين تريد الذهاب؟ قال : إلي أي دولة أوروبية خاصة في ظل الظروف الاقتصادية القاهرة التي جعلت أبنائي لايستمرون في مراحلهم التعليمية المختلفة.
ماذا أنت قائل للأمم المتحدة؟ قال : أرجو منهم أن يوفقوا اوضاعي خاصة وأنهم هم الذين آتوا بي من معسكر ( الشقيلاب ) للاجئين.