في كل عام تمر بنا ذكرى ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم ميلاد النور الذي بدّد الظلمة، وميلاد النبع الذي صدع في الصحراء القاحلة فأشاعها خضراء يانعة، ميلاد الروح الذي أحيا نفوسًا كانت ميتة، وهي بعيدة عن الهدى والحق.
هو رسول الله
قال خالد بن الوليد عندما سئل: صف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: أتريدون أن أطيل أم أقصر؟ فقالوا له: بل أقصر. فقال: هو رسول الله، والرسول على قدر المرسل.
خمود نار فارس
عند مولد الحبيب ارتج إيوان كسرى فارس، وسقطت أربع عشرة شرفة من شرفاته، وهو ما أُوِّل بسقوط أربعة عشر ملكًا من ملوكهم، فسقط عشر منهم في أربع سنوات، وأربعة سقطوا في عهد الفتح الإسلامي، كذلك خمدت نار فارس التي لم تخمد منذ ألف سنة.
بركات النبي
وعندما عرض على حليمة الرسول في البداية أعرضت كما أعرضت بقية المراضع لأنه كان يتيمًا، وما عسى أن يأتي من وراء اليتيم. ولما لم تجد ما تأخذه عادت وحملت هذا اليتيم، وما إن حملته حتى أقبل عليها ثدياها بالحليب، وإذ بناقتها التي لم تكن تحلب منذ زمن إذا بها حاقل أي مليئة بالحليب، فقال لها زوجها: تعلمين والله يا حليمة لقد أخذت نسمة مباركة. ثم تقول حليمة: ثم خرجنا وركبت أتاني "أنثى الحمار" وحملته عليها معي، فوالله لقطعت بالركب ما لم يقدر عليها شيء من حمرهم حتى إن صواحبي قلن لي: يا ابنة أبي ذؤيب، ويحك أربعي علينا، أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها؟! فقلت لهن: بلى والله إنها لهي هي. فقلن: والله إن له لشأنًا!!
شق الصدر
وتقول حليمة في حادثة شق الصدر: إنه لفي بهم لنا مع أخيه خلف بيوتنا إذ أتانا أخوه يشتد فقال لي ولأبيه: ذاك أخي القرشي قد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاه فشقّا بطنه. قالت: فخرجت أنا وأبوه -أي زوج حليمة- نحوه فوجدناه قائمًا منتقعًا متغيرًا وجهه، فالتزمته والتزمه أبوه فقلنا له: ما لك يا بني؟ قال: جاء لي رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني وشقا بطني فالتمسا فيه شيئًا لا أدري ما هو.
قصته مع الراهب
خرج صلى الله عليه وسلم مع قومه وهو في الثانية عشرة من عمره، وكان بحيرا الراهب علمًا في تلك المنطقة لعلمه وفضله، وأطل من صومعته ورأى ركبًا وهناك غلام تظله غمامة ولم يكن يرى هذا المشهد من قبل، فعمل لهم وليمة ودعاهم إليها، ولم يكن يعبأ بهم من قبل، فلما حضروا لم يحضر الغلام محمد صلى الله عليه وسلم، فأرسل في طلبه، ولما حضر تفرسه وسأله عن خاتم النبوة الموجود على ظهره فعرف عند ذلك أنه هو النبي المبشر به في التوراة والإنجيل، فأوصى به عمه أبا طالب خيرًا، وحذره من أن يغتاله اليهود.
حفظ الله
ومن الإرهاصات في شبابه حماية الله له من أن يحضر منكرًا، فقد سمع يومًا عزفًا بالمزامير والدفوف، فهمّ أن يذهب ويحضر ذلك العرس فنام ولم يصح إلا على حرارة الشمس من اليوم التالي.
سلام على النبي
ومن الإرهاصات سلام الشجر والحجر عليه صلى الله عليه وسلم عندما كان يسير في مكة.
الكمال المحمدي
ومن مظاهر الكمال المحمدي أنه لم تكشف له عورة قط، فيُروى أنه كان يشارك بني قومه في بناء الكعبة وكان قومه يرفعون أزرهم على عواتقهم يتقون بها ضرر الحجارة، وكان هو يضع الحجارة على عاتقه وليس عليه شيء، فرآه عمه العباس رضي الله عنه فقال له:لو رفعت من إزارك على عاتقك حتى لا تضرك الحجارة. ففعل صلى الله عليه وسلم فبدت عورته، فوقع على وجهه فوق الأرض ونودي: "استر عورتك". أي: ناداه ملك، فما رؤيت له بعد ذلك عورة أبدًا.